أمل وضياء الروح

قصة " أمل و ضياء الروح  " 
بقلم الكاتبة الروائية 
أمل شيخموس // سوريا
في مدينة  الأقزام الروحيين حيث إدعاء المثالية والكمال يحتسون المزيد من الحساء و مرقة الفاصولياء بأيديهم الصغيرة كحبات كعك العيد " كليجة " يمسكون الصحن و دفعةً واحدة إلى الفم ثم المعدة بطونهم منتفخة قاماتهم متقزمة قال لها أستاذ مادة الديانة بعد أن اجتهدت في رفع إصبعها للإجابة بيد أنَّ قاعة الأقزام كانت تموج بهرجٍ طفيف وفوضى مشوشة لم يتمكن الأستاذ من سماعها ، لذا طرقَ العصا على المنضدة منبهاً إياهم الإنصات والهدوء نوع من الإنضباط راحت هي في ظل ذلك تُكررُ جوابها للمرةِ الثالثة حيثُ الرقيُّ والحضارة والإحترام للجميع ينبعثُ من مبسمها و روحها الباسمة التي لا تخفى على أحد فهي تتمتع بعينين متسعتين أكبر حجماً من زملائها وأمشقُ طولاً منهم تشكلُ علامة بارزة كإشارة الإستفهام أواخر السطر بين الحروف لها نكهة وطابع مختلف توحي بالإستقلالية حتماً لا تنتمي للحروف ، بل تصنفُ ضمن علامات الإستفهام !؟ قال لها الأستاذ موجهاً عبرها الجواب للجميع وهو يتطلعً فيها : 
ليت لدينا تلكَ الطاقة !!!!؟ 
وراح يستكمل لديكِ طاقة تُشرق وتنير تعبرُ المكان والزمان 
إستغربت هي من مكانها أنَّ لديها طاقة فأخذت تُشرِقُ أكثرَ فأكثر تضيء كما الشمس في الأفق علامة فارقة بين الجميع وهجُها يزيد ويرتفع ليستقِرَ في مكانهِ الحقيقي هناكَ في الأفق بينما المتقزمين الروحيين والأستاذ الحكيم يغطون وجوههم مغمضي الأعين لشدة السطوع لم يتمكنوا من فتحها ! الأشعة تفوقُ طاقتهم المتقزمة ، عاد الأستاذ يحدثُ طلابهُ المتقزمين بعد أن خرجوا من تحت مقاعدهم التي انبطحوا تحتها لهول الأشعة ، ساد الهدوء وسط التعجب الشديد بعد أن  استقرت هي في موقعها الحقيقي " الأفق " إصطفى الكونُ تلك الروح و سلها كما تسل الشعرة من العجين لتضيء لهم الدرب من هناك عاد أستاذ مادة التربية الدينية ليقول : العبرة ليست في الرياء و التزمت في العبادات إنما العبرة أن تُشرِقَ من ذاتِكَ أولاً لا الآخرين " المظاهر " أنت لا تعبدُ الناس حتى تتظاهر إنَّما النية الحسنة والخُلُق الذي يُجسٍدُ حب النورِ في البشر التقوى والرحمة المنبعثة من القلب هي أساس إنقاذ ذواتكم المتقزمة و إرتقاء أرواحكم 
 - جميعكم تدعون حفظ الكثير من العلوم الدينية والخُلقية لكن هيهات أن يسمعكُم أحد أو يتأثر بكم ! المنافقون لا يُحدِثونَ التغيير في البشرية إنَّما " من أتى الله بقلبٍ سليم " هو من سيُشرقُ نورهُ ولن ينطفئ .
الكاتبة 
أمل شيخموس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس