الكلمات التي تبقى بالداخل

الكلمات التي تبقى بالداخل 

تلتصق بجدران القلب 
تبتلع البؤس
تمتص الكآبة 
تلتهم الحزن ..

الكلمات التي تخرج 
لا تملك 
نفس الجمال 
نفس الغضب 
نفس الفرح ..

و عندما نظرتُ اليوم 
من نافذة الظهيرة 
رأيتُ 
بعض كلماتي 
على أرصفة مدينتي 
تسير بصمت ٍ
بين المواجع 

تنتهك الفقر بلطف ٍ
في الشوارع 

تسألُ المارة 
هل من أحد ٍ
وجد لها قصيدة 
وقعتْ 
حين ركبتْ عربة الغبار 
حين حاولتْ
أن تقطف الياسمين 
على الجدار 
حين كانتْ
على الرصيف 
تقضمُ كسرات الخبز 
مع بقايا الخضار 

الكلمات التي تبقى بالداخل 

قدّ .. تغرق في الدم 
قدّ .. تضيع في الهم 
قدّ .. تصاب بالورم 
قدّ ..تنسب إليها السم 

قدّ .. تعانق الحب 
قدّ .. تجدَ الوطن 

كل الكائنات 
في هذا الكون 
لها صوت ..
حتى الحجر 
الذي يتدحرج في الوادي 
يصفق 
يجلجل 
للماء في النهر 

قدّ لا نعرف 
ما يقوله الريح 
لكنه ينطق كلامه 
و يخبئْ حروفه 
تحت الخراب 
تحت كفي الظلام 
تحت تنورة الفجر 

قدّ لا نعرف 
لِمَا يصرخ الموج
ينشر قصائده 
على الرمال 
على لسان البحر 

قدّ لا نسمع
ما يقوله القلب 
و عندما تشعر
بشغف الكلام 
تعلم ُ
إنه هناك 
تحت صخور الدم 
نبع حب ..
يتدفق كنهر 

بقلمي : عصمت مصطفى 
              أبو لاوند 
               سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس