أسيرة الهوى
/عن الفراق وحزن على الأحباب كتبت/
*أسِـيـرةُ الـهَـوى*
أصبحتُ أسيرةَ هواكَ
وأنتَ مَنْ قَيَّدْتَني بالأغلالِ والأصفادِ
و رميتَني في الجُبِّ مُعلَّقةً و سافرتَ
و في غِيابِكَ أُفَتِّشُ عنكَ
بينَ ثَنايا الكلماتِ
و الفراغاتِ بينَ الجُمَلِ
تركتَ مساحاتٍ شاسِعةً
كما الجبالِ و الصَّحاري وُسْعَ السَّماءِ
يُوجِعُني صدى فِراقِكَ
فراغٌ أصابَ صباحاتي و المساءَ
بعدَ أنْ كنتَ تُراوِدُني
و ها أنتَ في سفرٍ عبرَ الفَضاءِ
وصلتَ هُناكَ ...
و أنا هُنا أراقِبُ عقاربَ السَّاعاتِ
و أعدُّ الأيَّامَ القاسيةَ عليَّ
🕊️ 🕊️ 🕊️
أصبحتُ تائِهةً بينَ اللَّيلِ و النَّهارِ
بِتْنا نحيا في ظِلِّ الألمِ و الاكتِئابٍ
و الغُيومُ الحزينةُ تُغَطِّينا
يا قلبي الحَزينَ ..!
يا نبعَ الشَّوقِ و الحنانِ
أصبحتَ كما الأتونِ
وأنا الآنَ أنتظِرُ في محطَّةِ القِطارِ
أُراقِبُ ... أتلهَّفُ لِعودتِكَ
كُلَّما غادرَ قِطارٌ و أتى قِطارٌ
لا أعرفُ إلى متى أنتظِرُ ؟
و أيَّةُ رحلةٍ تكونُ نهايةَ التَّرحالِ
سأترُكُ نوافِذي و الأبوابَ
مفتوحةً كلَّ صباحِ
لِيَهُبَّ عليَّ نسيمُ الصَّباحِ
و معَ النَّسيمِ أسمعُ زئيراً كزئيرِ القطاراتِ
صوتُها مبحوحٌ أصابَها البردُ و وعكةُ الانتِظارِ
وكأنَّها تبحَثُ عن شيءٍ مفقودٍ
🕊️ 🕊️ 🕊️
مَنْ تكونُ و مَنْ أنا ؟
نظلُّ نبحَثُ عنْ انتِمائِنا
لِصدرٍ دافئٍ نسكُنُهُ
لِلَحظاتٍ تخيَّلتُ حُلمي القديمَ
رأيتُ نفسي و أنتَ
مُتربِّعَيْنِ على عَرشِ ربيعٍ زاهرٍ
يُنيرُ لنا عتمةَ اللَّيلِ
وفي صباحاتِهِ تُغنِّي لنا البلابلُ
و العنادِلُ و الفراشاتُ حولَنا
تمتصُّ رحيقَ الزَّهرِ
يفوحُ عبقُها و يُمازِجُ أنفاسَنا
و كانَتْ نبضاتُ قلوبِنا تتسارعُ فرحاً
ولكنَّني صحيتُ منْ حُلمي
و أنت تُودِّعُني
و اليومَ أحسُّ أنَّ سفرَكَ
قد مضى عليهِ دهرٌ
و ألمُ الانتِظارِ و صدى لهفتي
ليس لهُما حُدودٌ و لا شُطآنُ
🕊️ 🕊️ 🕊️
عِدْني بالعودةِ على جناحِ العَنقاءِ
سأحطِّمُ القُيودَ و الأغلالَ
و أكتُبُ لكَ شِعراً أو نثراً
مُطرَّزاً بخُيوطِ الشَّمسِ
و أخيطُ شالاً لي من ألوان قوس القُزَحِ
لِتُبدِّدَ الغُيومَ و تُزيحَ الظَّلامَ
سأرفَعُ يدي إلى السَّماءِ
و أدعو بخُشوعٍ
لِنتحرَّرَ منْ عُبوديَّةِ الفِراقِ
تعليقات
إرسال تعليق