بلا قرار
بلا قرار
أرحلُ
بلا دار
بلا قلب
بلا أسئلة
بلا أجوبة
فوق صخر الأنتحار
بلا اي قرار
.....
لم يبق للوفاء معنى
أزالوها من قواميس السلام
من معاجم الأحلام
قصوا جذور اللبلاب
والصفصاف
قدموا القرابين
لآلهة المحيطات والبحار
.....
اتحدث ...
لا صدى لصوتي
ضجيج في ذاكرتي
تلاحقني اللعنات
والطعنات
من كل الجهات
مشوهة الآثار ...
.......
كم احتاج لتوبة تعيد السكينة
لقلبي المسكين
ويعيد النبض
لبوح الناي الحزين ...
.......
الآن أدركت
كم انا مديون لصمتي ...
كلما عانقت الحروف حنجرتي
كلما سارت الكلمات
مسافات في جمجمتي
.... ....
واي قرار
ينقذني
من وليمة أقيمت على عزائي
تجمعوا من حولي
افرغوا نهد عصفور
استأصلوا
الضروع
تراقصوا
كهنود الحمر
وفار التنور
.......
أقاموا مأدبةً
من خيرات نبضي
من بقايا أضلعي ...
وأجنحتي المقصوصة المتكسرة
ترتجف في قلب صدري ...
الكأس كأسي
والدن إنائي
والعقيق عقيقي
والنبيذ الأحمر من كرومي ...
يُسكر الرعاع
ولا يُسكرني
يصرخ على الأقداح
هلا أنكسرتي ؟؟
قبل ان تعانق الهلوسات
جدران الكبرياء ...
ويفلت من بين يدي . ..
جبال السنديان ..
يلتف كل من حولي
بورق التوت ...
يستر العورات
من هول الرياء
..........
اي قرار
وقد هاجت على غفلة
دموع نبعتي ...
راحت تتوسد طهر الأقحوان
تضمد جراحات الزيتون والرمان
تواسي نرجسات ثكلت قبل الأوان ..
أضحت يتيمة الأرض ...
عميقة الجرح ...
سُلب العطر من المياسم
والبتلات ...
أضحت لوحة فنان
باهتة
بلا طعم
بلا لون
بلا رائحة
بلا روح
.....
بلا اي قرار
حلق الكنار ...
في اعالي الفلك
اتبع رحلة الصيف
في الشتاء ...
حمل معه الزغب ...
وبعض الحنطة
من كيل يوسف
وسلة من عناقيد الحياء
وحبات السلام
بعضاً من ألحان
وتغريد البلابل ...
من على بيارات السخاء
........
ربما أهلكني الوقت
وانا ابحث
في قرارة نفسي
عني
عن موقعي في هذه الحياة ...
.......
ربما مات في قلبي
الموت ...
نَمتْ
انشودة
صلاتي
تراتيلا لقداسي
بلا ألحان ...
....
ربما ... ربما
لا قرار
في إقراري الرحيل من
هذا السراب ...
لوّنت الجراح
تنورة أمي
عانق الرصاص
جبين أبي ...
وقلنسوة جدي
العالقة
بحبل الذكريات
الى جوار
وشاح جدتي
الموشاة
بالحكايا
منقوشة
بأجمل الروايات ...
أذكر أني كنت ها هنا
قبل عناق الأبجدية
تاريخ الشوق
في زمن الآهات
أرضع الحب
وأسقي
الجموع
ماء الحياة ....
...........................................
الشاعر الملكي ... محمد جميل عمر
سوريا ... حلب
تعليقات
إرسال تعليق