تفتح ذاك البرعم

تفتح ذاك البرعم بين يديه وباتت وردة...
ولكن كانت تؤذيه أشواكها الناعمة بين الحين والحين... 
فهام على وجهه في الأزقة واجما... 
فتلقف زهرة ذابلة تشقق كمّها وتقطّع تاجها وتناثرت وريقاتها... وقد دعستها نعال المارة وعفسها كثير من العابرين... 
فضمها وشمها وقبّلها قبلة العاشقين المتيمين... 
لعلها تنسيه ما لاقاه من أشواك وردته المهجورة... 
ووضعها في زاوية مرئية كل حين.... 
ويقبلها بنظرات العشاق المجانين... 
ولكن... 
طالت أشواك الزهرة الذابلة وانغرزت في أنامله كالسكين.... والتفّت كالأفعوان حول عنق ذاك المسكين.... 
فراح يتحسّر على وردته الوديعة... 
وما انفكت تهمي دموعه دما من المقلتين....
فلا فكاك من زهرة متوحشة نتنة ذابلة... ولا عودة إلى وردة تركها وحيدة بين أنياب السنين وأسنان الكارهين الشامتين الحاقدين...
فهام مجددا ولكن إلى أين....؟!
عبد الحميد مستو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس