شعب ليس من عادته أن يموت
شعب ليس من عادته أن يموت
مروان خورشيد
القصفُ السَّامُّ كانَ يحشو مُدُنَنا في عُلبةِ كبريتٍ تحوي عودَ ثقابٍ واحداً ، فاشتعلْنا و لم نَمُتْ ، النَّملُ الزَّاحفُ كانَ يُحرِّضُنا على العبورِ ، فعبَرْنا إلى الجبالِ ، جبالِنا التي كانَتْ تطيرُ ، كنَّا بينَ أجنحتِها سُـلالةً خذلَها الله حينَ جاءَ بنا .
ليسَتْ لدينا أظافرُ طويلةٌ
كي تحُدَّ الإســــــمنتَ الذي سلَّحوهُ فينا ..
مُدُنُنا تركضُ تحتَ القصفِ ..
و أنا أتذكَّرُ صديقي الشَّاعرَ الحزينَ
و هوَ يقولُ لنسرينَ :
" أُحبُّكِ
يُناديني القصفُ ...
و الطَّائراتُ تُعلِّمُ وجهي درسَ الغيابِ
و أنا في حِصَّةِ الـلّٰـهِ .. سأحبُّكِ "
تضحكُ نسرينُ
و هيَ تزهرُ في رِئَـةِ السُّـمِّ
تزهرُ كشعبٍ ليسَ من عاداتِهِ أنْ يموتَ
شعبٌ إذا أدخلَهُ القرآنُ آياته
قالَ : كُنْ - فيكونُ ..
ليسَتْ لغاباتِنا مَخارجُ
قمحُنا يُولَدُ إلى جِوارِ الخَردلِ
أبوابُنا مفتوحةٌ لكُلِّ الصَّواعقِ
عُشَّـاقُنا في حِصَّةِ الـلّٰـهِ يتبادلونَ الرَّسائلَ
أيَّامُنا تجيءُ من شمسٍ تُشرِقُ منَ الشَّمالِ
و تركُضُ في قمرِ الجنوبِ
أسماؤُنا لأشيائِنا ليسَتْ ضحايا
سهرُنا وردٌ
و ليلُنا إنْ طالَ سيجيءُ النَّهارُ
من طرفِ ثوبِ امرأةٍ صغيرةٍ ، تعرفُ كيفَ تُطرِّزُ عينَيها لمكوثٍ طويلٍ ..
تعليقات
إرسال تعليق