تلبد العمر

تلبّد العمر بشحوب الخريف العاري... 
وابتلع زمهرير الشتاء رحيق الأقاحي والأزاهير والجلنار... واختُزِل الدهر بين المنازح والمواجع...
شاخت الأرواح في المهاد... 
وهرمت الأحلام - قبل أن تحبو - في الوهاد.... 
وشبّت الأوجاع بين ضلوع الزياتين والجوارح والأكباد... 
شابت جدائل الصبايا في مرابع الصِّبا... 
وهاج الصَّبا فقراً وفاقة من قفار التتار... 
ليذبح سواجع الكروم والبساتين... 
وغارت الينابيع وغاضت... 
لتفيض أنهار دم ودمع لا تستكين... 
وغاص تبر الهامات في ترب الآلام... 
وغابت أماني العاشقين في الأوحال والأوجال...
باغت عواء الثعلبان وفحيح الأفعوان كل الراقدين على سرير الأوهام... 
وبات الإياب - وما أدراك ما الإياب...؟! - سراباً قدام النفوس الحيرى إلى حين...
فهل يطرق ربيع العودة للديار باب قلوبنا من جديد....؟!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس