هذا الوطن جيد

هذا الوطن جيدٌ 
للموت فيه ..

في الأمس ..
هذه الشجرة ، لم تكن تبكي 
لم تكن ..
ترتل لحناً فاجعاً
لم تكن ..
تقرأ شعراً موجعاً 
لم تكن ..
تقفُ بشقاء ٍ ، بشجنٍ 
بين آيات الرب 
بين أجراس الحرب 

كانت صغيرة
خضراء العينين 
غضة اليدين
ناعمة الشفتين 
تخمد في وهج النار أوراق السلم 
و تصرخ في الأعداء 
هيا .. أقتلوا ..
هيا .. أكسروا أغصاني 
هذا الوطن جيدٌ 
للموت فيه ..

كانت تفرش سريرها على أجنحة الريح 
و تستيقظ على شدو العصافير ..
و ترقصُ ..
ترقصُ ..
أنا متأكدٌ 
لا أحد يعرف الرقص على صوت العصافير 
كما ترقص هي ..؟ 

لا أحد يفهمُ لغة العصافير 
كما تفهمُ هي ..؟ 

لا أحد يحضن ، يعانق ، يقبل العصافير 
كما تحضن ، تعانق ، تقبل هي ..؟

في الأمس ..
هذه الشجرة ، لم تكن تنزف 
لم تكن ..
تلعق الرمال 
تستاف الغبار
تحفر ضحكتها على الحجارة 
كانت صغيرة 
تطلق إبتسامتها في ثرى المرج 
و تصرخ في الأعداء 
هيا ... أقتلوا .. 
هيا ... أكسروا أغصاني 
هذا الوطن جيدٌ 
للموت فيه ..

كانت ترمي ظلالها على حواف الماء 
بين زغاريد النهر 

كانت تقول للسحاب 
لا أحد مثلي 
ترقص على نغمات المطر 
لا أحد غيري 
تصطحب معها إلى البستان عطر الزهر 
لا احد سواي 
تجر القمر من أذنيها إلى حفل السمر 

في الأمس ..
هذه الشجرة ، لم تكن تحرق 
قصائدي ، على نيران القذائف 
كانت صغيرة 
تضع رأسها على العشب الأخضر 
و ترضع من حليب الزهر 
و تصرخ في الأعداء 
هيا .. أقتلوا ..
هيا .. أكسروا أغصاني 
هذا الوطن جيدٌ
للموت فيه .. 

بقلمي : عصمت مصطفى 
             أبو لاوند 
              سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس