نذر   وادي

اتسمعون همسي
رجاء !
أنصتوا!
فصوتي يسري في صمت.
كتموا أنفاسي.
ردموا ينابيعي
فارتدّ مائي
وظلّ في الأعماق يسري
يرسم طريقه
ويوثّق تاريخ ميلادي
يترك اثرا أينما يمرّ
يعرّف بهويّتي
ليُثبت نسبي
انا وادي النّار(١)
اِساَلوا عنّي مجردة 
النِّيل والفرات ووادي سلوان 
والرّبابة والفارعة(٢)
فلنا عبر الازمان
أصل ونسب
انا وادي  القدس
طمسوا  هويّتي
وتعالوا في البنيان على جسدي
دفنوني
وظَنُّوا أنّهم محوا ذاكرتي
ولَم يضعوا اسمي على نصبي
هم اغبياء!
صدّقوا قصّة موتي!
فهل يموت الشّهيد؟
وهل تحيد الوديان عن مجراها
مهما طال الزماّن او قصُر؟
أنا ذلك الشّهيد
الذي سيقتصّ للقدس
وستنفجر مياه براكيني
تلفُظ حمما
وستزمجر السّماءغضبا
وستُفرغ حمل  مُزنها
لتشُدّ أدري
وستهتدي مياهي لشعابها
وستزحف في صمت
لِتَدُكّ آثار 
كلّ محتلّ ومُغتصب.

١:وادي النار:هو من أشهر أودية فلسطين ،يقع جنوب مدينة القدس.
٢:وادي سلوان والرًّبابة  والفارعة :أودية فلسطينية ايضا.


راضية كريم  /باريس/٢١/٧/٢٠٢٠.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس