كلانا نسكن الآخر
كلانا نسكنُ الأخر
🟢 إلى المدن المفجوعة كلها ،
مروان خورشيد
لا أهربُ منكِ إلا إليكِ
أحفرُ على وجهي
نقشاً كوردياً كي لا أتوه عنكِ
و على يديّ أحملُ دليلَ عافيتي
حين الموتُ يغيبني عنكِ بحمّى الانتظار
أنا العاشقُ
أنا الشاعرُ
أنا الحاضرُ الغائبُ
الذي أوقعَ في الليلِ عصفورين في الفخاخِ
ثم تركهما يطيران ليراقصا نجومَ الفجر عند الصباح
أنا الواحدُ الأحد
صباحي كعادته تطلعُ من وجهكِ شمسه
لتذهب إلى الليلِ
حاملة نورك كي تسلمه للأقمار
و مسائي أيضاً كعادته
يسترخي تحت دالية العنب التي منها أستدلُ على نبيذِ يديكِ
فأسكرُ من عتقِ عينيكِ
عيناك اللتان تحرسان القمرَ
كي لا يفرّ من سطحِ الليلِ إلى حوشِ النهار ..
أنا الواحد الأحد
و أنتِ السماء بهذا الإتساع
كلانا نسكنُ الأخر
كلانا نغيبُ في الأخر
حتى إذا ما انبثقنا معاً
نعيدُ للماء إنبثاقه الأول
فيرتوي منه العشاق ..
و للهواء نعيدُ ترتيبَه
كي تطير فيه أحلامنا بكل إنتباهٍ ..
أنا الواحدُ الأحد
لم ألدَ كي أموت هباء
طالما أكمام قمصانكِ تحرسني
حين أحرسُ يديكِ في العناق ..
أنا الواحدُ الأحد
اسمي نقشٌ في آخر القصيدة
و اسمكِ أخبئه كنقشٌ كوردي في متاحف الزمان
ثم يبدأ الآذان
حيّ على الصباحِ
حيّ على المساءِ
حيّ على اللقاءِ
حيّ على العناقِ
هكذا صاحتْ مآذن المدينة
و لم يحضر للصلاة
إلا العشاق ..
و بائعي الورد
و حرّاس الأزهار في الحدائق
و حضرتْ قصائد الشعراء ترتدي روحكِ بأناقة الأنبياء
كما حضرتْ روحي
العائدة من الموتِ
تعليقات
إرسال تعليق