رأيت البحرَ

رأيتُ البحرَ
من ثُقبٍ في رملةٍ يُناديني
رأيتُ ناراً تجزعُ في خافيتي .. و تُناديكِ
رأيتُ ملحمةِ تُسطِّرُ سـرَّ بقائي
رأيتُ عينَينِ ناعِسَتَينِ تسهرانِ على ضوئي
و رأيتُ قصفاً من السُّـمِّ يُنادي على مُدني .. فبكَيتُ
بكيتُ كي أرى السَّماءَ نحلةً
تلدغُ غابةً و لا تطيرُ
و أرى بيوتاً يسكُنُها الطُّوفانُ
و جبالاً تطيرُ .. تطيرُ ..
و أرى هيزا
بيدٍ من زيتونٍ تُسطِّرُني أُسطورةً
و تدعوني للغيابِ الجميلِ
هذا اليومُ ..كانَ نصفَ اكتِمالي
لم يكتملْ بعدُ
يعيدُني إلى دمٍ يسيلُ حارَّاً
في خلايا هيزا ..
فيفيضُ أبيضُها بوحلِ الوصايا
هذا اليومَ ..كانَتِ الأرضُ تغيبُ في طفولتِها
فلا نهدُها قد تكوَّرَ
لِتبتلِعَهُ السَّماءُ
و لا خارطتُها كانَتْ قد سقطَتْ في يدِ الأعداءِ
كانَ البحرُ يُنادي على نوارسِـهِ
و النَّورسُ ما يزالُ في طورِ الذُّبابةِ
هذا اليومَ .. غِبتُ فيه عنِ الذينَ اعتقلوني
في وردةٍ من سيانيد
غِبتُ فيهِ عن جِرارٍ
عبّأتْ هُطولي خمرةً تشيخُ في الحُلمِ الذي أدخلَني
إلى هذيانِ هيزا بي ..
فما زلتُ .. أعدُّ أسقُفَ الغُرفةِ
فلا سماءَ تطلُّ عليَّ من تحتِ أظفاري
أو منْ بينِ أنقاضِ السُّكرِ
حينَ شربتُ حتّى الثُّمالةِ
من ماءِ عينَيها الناعِسَتَينِ
و ما زلتُ أجيءُ
مُصغياً إلى أيَّامي تتهاطلُ
أخرجُ إلى باحةٍ يُصادرُها القصفُ والسُّمُّ ..
أصعدُ الجبالَ التي تطيرُ
من فوقِ البلادِ
لتأسرَ نارَها على موقدٍ من سحابٍ
ما زالَ في طورِ الجليد​ِ 
مروان خورشيد 

الصورة لشمس عفرين بعدسة محمد عدنان آلخدو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس