حتى أنت قد تغيرت ياموت
حتى أنت قد تغيّرت يا موت...!!!
فمن غيّرك...؟
من جعلك باهتاً تكثر الزيارات وتستمرئ المكوث بيننا...؟
كنا في الماضي لا نراك إلا قليلاً في بيوت عجائز مقعدين وأسرّة مرضى منهكين... بيد أن سكاكينك اليوم تنغرز في ظهور الشباب والصغار في غفلة من الزمن... تخطف صبية قبل عرسها... وتحرم طفلاً يسرح في حديقة بيته من لعبته... وتنشب أنيابك في صدر يافع على أبواب الجامعة...
كنت تأتي بكسوف كالكسوف وتمتطي مرضاً أو عجز عجوزٍ في أرذل العمر...
ولكنك اليوم تمتطي سرج قذيفة قادمة أو لقمة هاربة أو عوز مستديم...!!
في الماضي غير البعيد كنت تلمّ أشتاتنا وتوصل أرحامنا وترمّم ما خربه أطماع البشر....
كنا - حين تأتي - نرى الغريب قبل القريب حاملين التابوت ومتحلقين حول القبر لإلقاء نظرة الوداع...
في الماضي كان عزاء الأعزاء بالحضور... بالبكاء والنحيب لا بمجرد كلمات باهتة وصورة لافتة على النت والسوشيال ميديا.... نعم تغيّرت يا موت....؟!
فمن غيّرك...؟!
تعليقات
إرسال تعليق