لا تصدقوني
لا تصدقوني
أنا أدون معاناة شعبٍ فقير
بل أكتب على جدار القصيدة
سخافات و خرافات
أمضينا العمر كله بالتعب و الأرق
نجمع بأوراق الأيام المحترقة
بعتبة السنوات
و خسرنا في السراب أحلامنا
و سجدنا منهزمين كالحقراء أمام
كذب الكتابات
قرأنا من القرآن لغة الموت
و من الأنجيل قرأنا دموع الحجارة
المصلوبة على الأموات
و لم نفهم الحياة جيداً
فقط ركضنا و نحن حفاة الأقدام
خلف الرغيف الخبز المسموم
بالذل
و أجهدنا أنفسنا بالعمل
أكثر من الحمير حتى انقسمت
ظهورنا
و انحنت مثل قوس السهام
من وجع الآلام
يا سلام على هذا العمر
يا سلام
نحن و الكل كم ينقصنا
صدق الكلام
سهرنا و نمنا و لعبنا و رقصنا عوراة
مع الفجور بحضن الراقصات
العاهرات
شربنا من أفخر انواع الخمور
و نسينا أهل القبور
ضحكنا و لو كذباً
المهم مثلنا دور المهرج لنزرع على
وجوه الثعالب السرور
و بنينا من وهم المطر لأنفسنا حدائق
و قصور
و جلسنا على فراشنا فوق السطوح
المشعور
نعدُ بخيبتنا للقمر المتحجر المكسور
و نحكي لها كذب القدامى بالحكايات و
المعجزات
كم نحن نخلد كتب السخافة و
التفاهات
و نرمي بالكتب المعرفة و الثقافة
في المزابل بالحاويات
تزوجنا و طلقنا و أنجبنا الأولاد
المتمردين علينا
و أرضخنا لحكم نسائنا الصارخات
القصيرات
و مارسنا كل أساليب الجنس
لنفتخر للزينة بشواربنا التي كذيل
الجرز
قلدنا الحيوانات بأكثر الأشياء
اهدمنا الجميل و بعنا الغالي
لنشتري الرخيص
ذهبنا و أتينا
نمنا و حلمنا بالمال و بالنساء
الجميلات
و جلسنا بأفخر المطاعم
مشاوي و مشروب مشكل
و أراكيل مزخرفة
و قصص كثيرة مقرفة
و سرقنا لقمة الفقير من فمه
و أحرقنا انفاسه بظلمنا و بقهرنا
نحن كلنا عناتر
لكن فقط على بعضنا
نحن شعبٌ حقير
و شتام
نعم نحن أكلنا و شربنا لكن من كأس السقم
العلقم المر
و رحنا نصلي و ندعو نادمين بإنكسارنا
لرب السموات
و أحجبنا نور الشمس و أسقطنا دمعة
السماء
و اهدرنا بالنعمة و الماء
و تعلمنا منذ ولادتنا لغة
البكاء
و صرنا نمشي بشوارعنا منحرفين نشاذ
رجالنا أصبحوا كالنساء نواعم و يتمايلوا
كالفتايات الحسناوات
و نسائنا أصبحن مثل الرجال مقلدات
متكبرات
نحن شوهنا أنفسنا و ضيعنا الأخلاق
بعشق المحرامات
و هدمنا بالأوطان المسلمة و شردنا
أصحاب البيوت الابرياء الشرفاء
نحن صنعنا لغة الشتيمة
نحن يتمنا تلك الطفلة بدمعتها
الأليمة
نحن صنعنا لمجتمعنا الذكي كل انواع
الجريمة
فنجن اصحاب تلك العقول
الفهيمة ههههههه
و أدخلنا بكرهنا كل الناس الفقيرة
بعالم العناء
درسنا بمدارسنا علم الغباء
و لم نتعلم من كتب التاريخ و
الفيزياء
فأحقرنا العلماء
و أكثرنا من ظلمنا لنزلائنا
السجناء
عبدنا ساجدين لحكم الزعماء
و جملنا شر البلاء
و أبشعنا بشعر الغناء
تجارنا حقراء برفع أسعار لقمة العيش
و كسروا ظهورنا بالغلاء
نحن بعنا النساء
غشننا بتركيب الدواء
فقدنا العقل و الذكاء
فضحك الحمار علينا طويلاً حتى
الإغماء
بعنا الضمائر
بدلنا الستائر
أدمنا على شرب السجائر
و اعتقلنا الأحرار و الحرائر
و أكثرنا المقابر
يتمنا الصغار
و خلقنا الدمار
و لم نصدق البيان من مصطفى كبار
بطول سيرة النقد و نوح
الأشعار
و كم لعبنا بالقمار لحتى طلوع النهار
فيا لهذا العار بالنكبات من الأخطاء
و العثرات
و خرابنا على كل بلادنا العربية
قد دار
صار يلي صار
المهم نحن بقينا أخر العالم و صار
يتحكم فينا الغريب البعيد
و حتى البلد الجار
فأصبحنا سلع للبيع بالوكالات الأخبار
بكل الشاشات
نحن كسرنا قلوب الأمهات على فراق أكبادهنَ
مع الأباء
و صرنا كالعبيد بيد الأجانب الغرباء
و كم كنا مبدعين بالخراب و الفتاوي
من رجال الدين المزيفين
و بنشر الشائعات
هل نحن مازلنا من فصيلة البشر
أنا عن نفسي أشك بذلك
حرمنا بالحلال
و حللنا لانفسنا ذاك الحرام
و كفرنا مع الشيطان بكتب الله
و الآيات
قتلنا من اخوتنا و دمرنا شعوبنا
حتى يستريح الأعداء
هدرنا بالدماء البريئة
و سرقنا
و حرقنا
و إغتصبنا نساء بعضنا البعض
سراً
و في بعض الأحيان علناً
و في حالات فوضى الحروب
و الصراعات
كم نحن شعبٌ مسكين
نتمسكُ بالجهل و نتعلق جموعاً و جماعات
بقطار التخلف و الهباء
و بآخر النهار نجلس نلوم بالحظ و الأقدار
بنوح الحسرات
ها نحن وصلنا لآخر الزمان
كفرٌ بكفر
كذبٌ بكذب و نفاق
و رزيلة بقلة الادب مع الغدر و الخيانة
و كل قلوبنا مليئة بالأحقاد
فكل الأشياء قد باتت عارية و
مكشوفة
فكلنا حقراء مذنبون و لا نعترف
بأخطائنا
نتكبر على بعضنا البعص
نحقد على بعضنا البعض
نكذب على بعضنا البعض
ولا نحب بعضنا لبعض
فقط نمثل بمشهدنا الفاشل بساحة المحبطين
أمام الجمهور المتحجر
و نكتب على جدار العبث تاريخنا الاسود
بمجرد عبارات غابرة
بلعنة الخربشات
فكل الأشياء قد فات موعدها
فات الثعلب فات فات بزيله سبع لفات
لا تقربوا صبين ع بنات
عم بمزح معكم للفكاهة فقط
فكل الأرواح قد ماتتْ و تعفنتْ
على دروب اليآس
كل العيون قد أدمعت بدموعها
خلف هجرة طيورنا و أوراق زهورنا
الساقطات
فاجسادنا أصبحت هي قبورنا
تحملنا عاراً بعار
فلم نعد بحاجة للقبور و برودة
التراب
نحن نبكي ألماً من شدة الوجع
بالحسرة و بالندم بالخسارة
بلكم النعرات
فلا تصدقوني فأنا أكذب عليكم
بتلك الحروف القبيحة الراسبات
فأنا أكبرُ كاذب بدنيا
العجائب
فنحن خير أمة اخرجتْ
لا بل أعظمُ أمةٍ اخرجتْ
للعالمين
أخ منك يا أيها القلم الجبان الثرثار
الأحمق
كيف تكذب لأصنام الرمال تاريخ
وجعي
فأنا موتٌ على موت فلا تبح
بسري
بزمن الأبقار و الحمير و للجِمال
و لا تنسى الديوك و الزرافة و ءوق
البغال
أكتب فقط للناس الطيبة
للعقول الراجحة
فما زال هناك بشرٌ معاشرتها
رابحة
فأنا هنا وحيدٌ أعصر بجثة
حلمي
ألملمُ من لقلوب النقية
طهرُ الفراشات
من صدر الأحلام
أجفُ نبض المغيب في الظلال
أنتظر ذاكرتي المفقودة على درب
تهجيري القسري
فهل ستشرق الشمسُ يوماً من نافذة
السماء من وراء الجبالِ و
التلال
هل سننجو من لعنة القتلى
ببلاد السقوط و الأزمات
فإلى متى سنجرعُ بسكرةُ
الكاسات
.
لقد خسرنا كل شيء
للتأكيد كلَ شيء
و لم نعد نحمل برحلة الموت معنا
الا وجع الحياة و خذلانها
لنا في عيش الحياة البسيطة
كلمات كلمات كلمات
لم نعد نملك في هذه الكوكب الكبير
سوى أن نتونس من فشلنا
برسم جروحنا على توابيت
الأحلام المقتولة
أحزن ........ الكلمات
و أن لم تصدقوني ببياني
أشتموني بما ملكت أيمانكم
فاليس هناك أكبر من شتيمة
أن تكون موطنٌ منسي في هذه البلاد العربية
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا 3\10\2022
تعليقات
إرسال تعليق