هذا ليس وطنٌ ..

و سرطان 
ينخر في الكفن 
يرحل إلى البروستات 
و يستضيف 
نفس الورم 
في كل ثورة 

أريد أن أغرق
في نوم ٍ عميق ٍ 
لأستيقظ 
على صوت منبه ٍ 
معير ٍ 
على ثورات الثورة 

لقد مللتُ
من هذا الليل المبلل 
الذي يحظر فيه القمر 
شعاع الفجر
من التجول في بلادي 
بحرية ...

             هذا ليس وطنٌ ..

يستقبل فيه الشمس
كل صبح ٍ 
صرخات رضيع جائع 

و يلوي القمر 
 الأحلام 
على لدغات البراغيث 
في الزنزانات 
تحت جلد ٍ مجعد ٍ
في أعماق ليل زائل 

          هذا ليس وطنٌ ..

يُجففُ القلوب 
في الطوابير 
على صدأ الضمائر 

و يُجمدُ الشفاه 
حزناً 
على إبتسامات مارد 
في القمقم المتحجر 

           هذا ليس وطنٌ ..

إذا لم يُزحلقْ القمر 
بعطر الزنبق
بين حرير الشعر الممزق 
إذا لم يُرتبْ النجمة 
أنوار العشق 
بثنايا الشال الأزرق 

إذا لم يَرقصْ الشعاع 
بين الشظايا 
رقص القرنفل 
على لحن عاشق

        هذا ليس وطنٌ ..

إنه ..
أقرب جرح للشمس 
آخر رئيس تحرير للمعارك 
و أول حفيد ٍ ..
              لأم ٍ يتيمة 
              و أب ٍ يتيم 
إنه ..
شتاءٌ باردٌ
صيفٌ قاحلٌ 
و ريحٌ يغسلُ الرمال 
بملح الدم ..
في جوف الجماجم 

        هذا ليس وطنٌ ..

إنه ..
حبرٌ 
يدهن الكلمات بالأحمر 
و يعيد للحروف 
لون الشفق  

إنه ..
نارٌ 
يستعين بالله 
ليسحب الرياح 
من لسانه 
ليلعق الرماد في الظل 
ويتنشق غاز الخردل 
و النابلم الحارق

إنه ..
غيمٌ
يقطع بطن السماء 
بسكين الرعد 
لينزلق بعشق المطر 
و يمزق صمتي 
من الداخل 
قبل أن يعانق ..

           هذا ليس وطنٌ ..

ينتظر 
أبناءه 
على الدروب 
و المفارق .. !.

بقلمي : عصمت مصطفى
              أبو لاوند
               سورية


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس