**كيف تجف ينابيعُكِ 
ومن عينيكِ يفور الندى**

ياسليلةَ البياض
وشقيقةُ ينبوعِ الضوء
وياباسقةَ الظلال
أيتها المتوجة بالصفصاف
لن تغادر عصافير التين 
وأسراب القطا 
حقولك الخضراء
ولا القبراتُ ولا الحجل
لازالت هنا تغازل سنابل النور
تحيك لصغارها بيوتا 
من ضياء القمر
وتطرز بمناقيرها صدر الارض
دروباً من بياض 
وكثيراً من البذور
وفي زرقة سماءك يزف الدوري
بيادر الضيعة كل شروق باهازيجه

أمام بوابتك
يغنيك عطر الكبريت على ناصية النزيف
وأشجار اللوز الزيتون 
لازالت هاماتها منتصبة مثلك
يامن وهبك الله الكوثر
ياندية الأهداب 
ياطعم اللوز والسكر
بيوتكِ الحالمة بنسيم العودة عاهدتك
أن لا تفتح 
إلاّ إذا الطريق أزهر
والأناشيد العتيقة لن تعزف 
إلاّ بدفوف التكايا والمزهر
وريحانة أمي بأرض الديار
وفراشات الينبوع 
ستراقص الضوء بين أصابع الصنوبر
وستملئ جميلاتك كل الحواري
بالزغاريد 
لتعود ضحكتك المكسورة بيتمكِ 
كي تزهر
فأنا وحلمي هنا
حيث معمل الثلج الوحيد ننتظر 
عودة الاطفال من مقبرة المدينة
لأضمَ ابتسامة أُمي في وجوههم
في صباح العيد
واتوضأ بغبار ثيابهم الملونة
أيتها الينابيع المقدسة
رشرشي الندى على قوافل العائدين
هاهي السماء أعلنت نفير العودة

خضر شاكر ........✒


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس