ملحمة الموت
...................
يجب أن اموت
جهّزوا لي الكفن والكافور .......... والحنةوالتابوت
وابنوا على قبري صرحا ... في شكله يشبه الحانوت
وازرعوا في جنباته ... زهر اللوتس والنارنج وثمار التوت
في عفرين ... و جالوت ... في القدس ... في العراق وضواحي بيروت
.....
يجب ان اموت
فلم أعد أتحمل انين الثكالى .. و العشاق
لم أعد قادرا على وشم قبلةٍ في ثغر العناق
لم أعد اتذكر طعنات العهر و تاريخ النفاق ...
ولا حتى اسرار الحروف على جدران أرصفة الزقاق
واختراع الأبجدية .. وجاذبية التفاح في كتب اسحاق
.....
يجب أن أموت ...
لأخبر نوبل ما آلت عليها الساعات والدقائق و الأيام
وما فعلت افكاره ... في العقول من اوجاع من اوهام
ففي كل يوم صدام دامٍ ... وحتى الموت في صدام
فبراعم الزهر ألتحفت النجوم على وجه الخيام
وثكلت حدائقهم و حجارتها تأن آلاماً في الحطام
يجب ان اموت
لأحمل قلب طفل جريح ذبيح
ولد من جوف امرأة في سر النكاح والتلقيح
ذنبه سمع للافعى فحيحاً خاله صوت المديح
سأخبر كل من اصادفه في الطريق
خريرٌ ... زئيرٌ ... وصوت رضيعٍ في الضريح
هنالك حمّلتني حمامة السلام أمانة
ثمة رسالة ... اخبر بها الله ... والمسيح
يجب ان اموت ...
لأخبر آدم ... وحواء .. ويونس ...وداوود وسليمان ...
وعيسى ومريم ... وموسى ... ومحمد ... وعدنان
خليل الله ابراهيم ... ويعقوب ويوسف واهل كنعان
أنه ما جاء في التوراة والأنجيل والزبور والقرآن
يصارع الاعصار .. ليجعلها كطي السجل بالنسيان
يجب ان اموت
بعد ان أحيلت كلماتي وحروفي على التقاعد
وحل بنا وباء يدعو الى الفرقة يدعو الى التباعد
يُخرسُ اللسان .. يُكِمُ الافواه ... ويكفّر العناق والتواعد
نخاف من لا شيء ... فيروسٌ احمقٌ في طور التصاعد
اي لعنةٍ حلت على كاهلنا منذ ان حُدد النسل .. والتكاثر والتوالد والتعاقد
يجب أن أموت ...
قبل أن يُسرق مني الموت في عُجالة
أو اقف في طوابير الذل والقهر والرذالة
كي لا أدفع ثمن الحياة قبل الحياة
حروفا دامية تأتيني في رسالة
يجب ان اموت ...
ثمة من له الحق بالعيش من بعد انفاسي و حياتي
اخي ... اختي .. ابني ...جدي .. وذكريات جداتي
وفسيل الزرع في مزرعة صدري فوق عتبة ابياتي
كل من ينطق الضاد ... والعجم ... ومن يعرف لغاتي
ابناء عمومتي .. اشقائي اصدقائي .. وأولاد جلدتي
ورفاتي
يجب ان اموت
فموتي بالنسبة لي ... وإن أُفنيتُ .. ولادة
والتقرب الى الله ... زمن اليأس والطهارة عبادة
علّي حين الموت ... احن واعشق حروف الشهادة
واصادق الأنبياء ... والمرسلين ... او علّني اكون الشفيع لاصحاب السعادة
.......................................
الشاعر الملكي .. محمد جميل عمر
سوريا ...... حلب
تعليقات
إرسال تعليق