قصة من واقع الخيال
قصة من واقع الخيال
بحت
فلا تشبيه لأي قبيلة أخرى.
من واقعنا الحالي
كان يا مكان في قديم
الزمان
كان هناك قبيلة غريبة الأطوار
في أخر البلدان العالم سكانها قد تحولوا
من أسياد و ملوك إلى عبيد
صغار
و كان تسكنها طوائف متنوعة الأعراق
و الأديان كانت تسمى بقبيلة شوشو إنكوا
الأغبياء المجانين الذين كانوا يعيشون
سوا
و كان هناك إلى حدٍ مقبول العيش
فيها ببساطة
و بليلةٍ من الليالي على حين غرة
تحركت الغيوم نحو الرحيل و برقت السماء
رعداً و هبت هواء ٌ ساخنٌ و مر
فالشمس رحلت نحو البعيد
و جاء الظلام بسوادها يحتل المكان
و تصاعدت قوة الرياح المعادية المحملة
بجرثومة الساسوكية و كثر الغبار و الرؤية
معدومة أصبحت بأرجاء القبيلة
فخافوا أهل القبيلة و زعروا و ركضوا بين
الخيم مثل المجانين و إختبؤا من تلك الجرثومة
القاتلة التي تسمى بالجورة المسحورة
و من كثرت الغبار التي عمت بها العيون
وقعوا بلفخ المنسوب لهم
فالرياح و الغبار كان قد دار على كل
الخيم في تلك القبيلة المنحوس
فأصبهم الطعون القاتل
فتجمدوا ثم سقطوا ثم غضبوا ثم
بكوا و راحوا يصرخون و يشتمون و يضربون
بعضهم البعض
و راحوا يسجدون أمام الآلهة الخشبية
طالبين العون
حتى عمت الفوضى و الخراب بكل تفاصيل
القبيلة و بكل بقعتها الجغرافية
فجن الجنون بين كل أفرادها المتوحشين
فحملوا السيوف و كل أنواع الأسلحة
الفتاكة
للقتل و الذبح بحقدهم الأسود
فتحولوا من بشر إلى أشباح مخيفة لا تسكنها
العقول و لا تصونها الضمائر
و راحوا قبيلة الوحوش تلك تأكل بعضها البعض
ويذبحون بعضهم
ثم تمردة القبيلة كلها على العادات والقيم و
التعايش المشترك
فقررت أهل القبيلة بالإجماع أن تتنازل عن
أخلاقها و مبادءها القديمة
و بلفعل الكل تنازلوا عن أخلاقهم و باتوا و
تحولوا عن الصواب و إنحرفت
البوصلة
تارةً يتحولون إلى مصاص الدماء و تارةً إلى
جزارين لزهق الأرواح المتناثرة
و تارةً يتحولون إلى كلاب و قطط و
ضباع مفترسة
و تارةً يصبحون قرود و خنازير و خواريف
و عندما يقفون أمام المرايا
يتحولون إلى حمير متوحشة بشكلهم المخيف
فإختلطت كل الأمور بعضها البعض و إنقلبت
الموازين و كل القوانين فأصبح القبيلة إسمها
قبيلة الخاسرين المهزومين
و قانونها هي شريعة الغاب
فالكبير يستعبد المسؤول الصغير
و القوي راح يأكل الضعيف و التاجر أصبح
فاجر
فأصبحت كل القبيلة متمردة على بعضها و
الكل مذنبون
و راحوا يضربون بعضهم البعض و يتصارعون
بسكاكين و العصي و بلسهام الغدر
المسمومة
هدروا الدماء أزهقوا الأرواح و نهبوا و سرقوا
و حطموا الخيم و أحرقوا كل شيء من عمايان
البصيرة و الحكمة
و كبير القبيلة كل يوم يأتي بفكرة جديدة
في الإصلاح و الإشتراكية و البناء بنصره
المزيف
و هو جالسٌ متفرجٌ على الكرسي الزعامة
يشاهد من على الأطلال الكارثة المميت
على أغاني الإجرام التي
تقول
زيديني قتلاً زيديني يا أمتي
يا بقتلك يا بتقليني يا أمة الجهلِ
تئبشيني يا بدفنك يا دفنيني
واللحن من وجع الأباء و الأمهات على
أكبادهم القتلى
فلأكل و الفواكه و اللحوم و المشاوي و المشروبات
الفاخرة موجودة دائماً على مائدته
الكبيرة
و الخدم و الحشم يخدمونه أربعة و عشرين
ساعة
فالكبير يمارس الجنس على ريش النعام
مع صديقته العوراء السوداء الحبشية على طريقة
العشاق السعداء الأوائل
فلديه طقوس معينة يمارسها مع صديقته الراسبة
من مملكة النساء بأول اللقاء الهمجي
و حال القبيلة يسوء من سيء إلى الأسوء
بكل يوم
فتمزقت القبيلة إلى حد لا يمكن العودة إلى
ما كان عليه في السابق
و تفرقت القبيلة الواحدة
و تحولوا إلى ألف قبيلة و قبيلة
بل تحولوا إلى آلاف قبائل و عصابات
و ألاف التشكيلات و ألاف جماعات باتوا فقط
مجرد كائنات متوحشة يتصارعون على
السراب
باتوا عبارة من قتلة و قطاع الطرق
فسبي النساء و بيع الأطفال و أعضاء البشرية شغلتهم
الوحيدة و خوف الناس
راحوا يفسدون بأرض القبيلة خرابا و فسادا
بطولها و عرضها
فأصبحت الأمراض و الأوساخ و الجثث منتشرة بكل
مكان و الحياة أصبحت معدمومة بها
المخدرات بات كسندويش الفلافل تباع في الأماكن
العامة المكشوفة
و بيوت الدعارة صارت بكثرة المدارس و
الجامعات و الجوامع أفرغت من المصلين
و السرقة صار بوضح النهار على عينك يا
تاجر فضاعت الأخلاق و إنهارت القيم و تمزق
المجتمع
الأحقاد و الكره و التخوين أصبح بمناهج كل
أفراد القبيلة والشعارات على الجدران أصبحت
محرضة للكراهية
فتحولت القبيلة إلى حاوية القمامة القذرة فاح
رائحتها العفنة على كل العالم
و بقي حال قبيلتنا الدونكيشوتية من خراب إلى
الخراب
فإستغلتهم القبائل الأخرى وأصبحوا أهل
القبيلة كلعبيد عند قبائل الأخرى و
مرتزقة عندما كانوا بالامس كلأسياد و ملوك
بقبيلتهم قبل الخراب
فكل أفراد القبيلة حملوا السلاح مع كبير
القبيلة و مارسوا القتل و التهجير والكل
متورط و كاذب و منافق
و مازالوا يتصارعون مع بعضهم
البعض بحمرنه إلى يومنا هذا
ولكن بدون عقلاء القبيلة لأنهم
تغيبوا عن المشهد الحاصل و تبخروا
فنصف أهل القبيلة من الرماديين
هاجروا و النصف الآخر
قتلوا
و جنون أهل القبيلة الدونكشوتية
مستمرة بالقتل على التفرقة و التمزق إلى
ما لا نهاية
فالكبير بأدارته الفاشلة مستمتع بعرض مسرحية
الإثارة و التشويق و الأكشن مدام أهل القبيلة هم
عبارة عن ممثلين بلا عقل و بارعين مجنانين و
أغبياء كالدمى بيدي ألاعبهم
يتصارعون مع بعضهم البعض و أنا أتفرج سعيداً
على المشاهد المتعددة بلقتل و الفرقة
و لم و لن يأتي المشهد الأخير من المسرحية
الهزلية
فليبقى المشهد على ما هو عليه فأنا مازال الكرسي
معي و العصا بيدي فمن مثلي فلقبيلة قبيلتي و القتلى
من موتاي
فما رأي البهلول المجلوط
بسيفه المغلوط
بهذا السقوط المربوط
لقبيلة الساقطين بقبيلة اللوط
قبيلة شوشو إنكوا
التي ضاعت بغباءها و روى
يلي بلسقوط إنغوا
و بنار الغلي إنشوا
الموت بنا دار و ما إرتوا
فهل القلب يوماً من فراغٍ عوا
أم لعلتنا كان ليس له دوا
فالجرح بنا قد كبر و إستوى
فهل يفهم الجاهلون يا ترى
بإننا كنا نعيش يوماً سوا
15\10\2021 حلب سوريا
تعليقات
إرسال تعليق