مرثية لسيدة المدنية

مرثية لسيدة المدينة.. 

      عبير دريعي 

أيها البارد لا تتسكع على أرصفة مدينتنا 
أيها الممل لا تقتفي أثر الظلال في برارينا 
أرحل دونما تردد
أخلع عن جسدك ألوان سماواتنا 
أخذت الفصول وزركشات زهور سهولنا 
تسلقتم حفاة جبالنا 
أمّا يكفيكم فقد نبشتم قبور أجدادنا 
ولحستم قدورنا 
سرقتم ماشيتنا و الأغاني 
أبناءنا في بلاد الصقيع ينتظرون نعواتنا 
وأنتم هنا تسرقون الخابور
وشجر زيتوننا 
حرقتم سنابلنا 
وأخذت الريح بيادرنا 
كيف نحيا في بلاد لا سماء لها؟. 
كم علينا أن نعجن طحيننا بالدم.. 
دعوا لنا خبز الحياة 
دعوا أسراب النساء تغادر مساءات أيلول الهادئة 
نساءنا ضيفات أنيقات 
لقصدير المرايا 
 سئمت أرواحنا إيقاع الرصاص  
لا تحطموا المرايا 
دعنا نمشط شعر الجنيات كل صباح.. 
إن هب الرحيل 
أيتها النساء 
من يصلح أشرعة قواربنا 
قد تعصف الرياح 
 أيها الحفاة العصاة 
 اغسلوا أياديكم من دم الفراشات
اتركوا لي جدران بيتي 
دعوا الصور تنام على الجدار 
نوافذي مفتوحة 
سريري كل مساء يغني له شجر عامودا 
مراثي الرحيل 
و ترتل العصافير أناشيد العودة.. 
هناك في شرمولا 
سيكون لي متسع من الحرية 
و الكثير من الهواء 
هناك حطب الخريف سيدفأ جسدي 
  سأحلم بوطن بلا حدود 
لعناق أزلي 
لأبنائي الأربعة 
وإخوتي الغائبين 
سأثمل الليلة 
بنشيج ناي حزين 
ارفع نخب الكروم المنسية 
هناك على الحدود 
أصبغ بالحناء أصابع وجهي الهزيل 
أزيل صدأ الموت 
عن ثقوب ناي حزين 
نامت الفراشات الرشيقات 
نثرت الملح ليلة الخميس 
على معابر الوطن 
كي لا تفسد المدينة 
و كي لا تفسد معك 
الأوقات..

عامودا

6/10/2021 الشاعر عبير دريعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سمفونية غرام

أحقا شبت يأحلى الشباب

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس