جميع الذين أحببتهم
جميعُ الذين أحبُبتهم
باتوا أشباحاً
كلُ الذِكريات
نَسَيتُها في دُروبِ الحَياة
لمْ يبقَ مِنها شيء
تَبَعثرتْ في مَهبِ الرِيح
في بِلادِ السَكاكِين
الروُح مَطعوُنة
وذَاكِرتي أعْلنَت النَزيف
عَيناي لمْ تَعُد تُشرِق
فالبِلادُ غارِقة باِلضباب
بِلادً لا تُتْقِن لغةُ الحُب
بِلاد الفُضُوليين
ردِيئةُ الأوقاتِ
لا تُصلِح للِحُب
لا تنبتُ بأرضها الحُقول
ولا تُحلق في فَضاءَاتها الفراشات
سأَمْضي في الطَريق
فهذي البلاد
تَقْتُلُ الحُب
كيف لعَصافيرها أن تَنْقُر حُنطة قلبي؟
هل مِن مُخدر أدُسه في عُروقي؟
فقد اهرقوا كل دنانِ نبيذي
بشر لا يتقنون رفع الأنخاب
بشر لغتهم خرساء
الأبجدية تَبْدأ بالحَسدِ
و تنتهي بالكًرهِ والحِقدِ
تقتُلنا مَعها و تَقْتُل رُوح الحياة..
ولايُدرِكون أنَ الحُب إِله
فنٌ و أَخْلاق
اِنهض ونَظف السَماء
بِمِلحِ عَينَيك
تَرجْل لِغدٍ
لإمرأةٍ سَقَتكَ حَلِيبَها
ذاتَ رَبيع
أما أنا لي الوجْهُ الآَخر
للحُبِ والسَرابْ .
عبير دريعي
عامودا
تعليقات
إرسال تعليق