(( خريف العمر))

((خريفُ العُمر))  

هرمتُ في ربيع شبابي 
 في سن الزهور
أهترى الفؤادُ بيساري
وتصقع الشعور
 ومازلتُ أكتمُ أشجاني
 بكل عِنادٍ وغرور
أتلفت مشاعري وجفت
وكإنها حبة زيتونٍ معصور 
وسقطت أحلامي واحدةً 
تلو الأخرى في وادي الغور 
ماتت الروحُ داخل الجسدِ
سنين أمشي بجثتي بقلبٍ مذعور 
ومازلتُ أُحارب الحياة وأقولُ
 إني أستطيع الكفاح 
لن أختبئ بالجحور
أكتفيتُ هماً و السنينُ تركضُ بي 
والكون بي يدور ويدور 
وتبلعني كالطوفانِ 
وتهاجمني كالثور 
هذه الحياةُ أجهضت كل أفراحي 
قبل الميلاد أعلنت النشور  
وألف مخاض ولا تولد بسمةً
 تروي عطش قلبي المكسور 
تصحرت الروحُ كصحراءٍ جرداء
 صامتُ ك كوكبٍ مهجور 
 لاينبتُ فيها سنبُلةٍ تبهجني
ولا زنبقةً ولا منتور 
طالت بي سنين عجاف
 والأقدار بأفتراسي فخور 
 ومازلتُ أزرع  وأعلم لاحصاد 
ولا موسم لي  ولا بذور 
وأجرُ خُطاي المثقلة بذعرٍ
وأتخبط وأهرول وكإني مسحور
ولا أدري كم من العثرات بعد تنتظرني      
وكم من الحُفر بطريقي ستهويني أرضاً 
ويكسر ساقي المبتور
كم
 وكم 
وكم 
سأمضي بعتمة الطريق 
دون قنديل ونور
كم
 وكم
 سأبكي وحيدةً من كل جوارحي
 المقتولة بحسرةِ لسرور
وأمسحُ صبابتي بيدي المكسورة
وأبتسمُ بقلبٍ مقهور
كم مرة بعد سأنهضُ بقوة
 الأسود وأطيرُ كالنسور 
وتخذلنُي الحياةُ 
 بعواصفها المجنونة 
وترميني أرضاً وتقلع الجذور 
 وتحرقني كخبز داخل التنور
كم مرة بعد سألتحم جروحي 
بالسعة النار والدمُ يفور 
كم مرة بعد سأواسي نفسي
 وأقول ياقلبي كن صبور
كم من العقودِ سيمرُ علي
 دون فصول 
ويذبلُ ربيعي دون  زهور  
حتى متى ستلاحقنُي هذه الهموم كظلي 
وتلحفني متاعبُ الحياةِ كما القِماط
 يلف طفلُ لايتعدى شهور 
حتى متى سأُعاني من خريف العُمر المُبكر 
واُلملم جثث أحلامي وأُدفنها بمقبرة روحي المهجور 
وأبكي عليها بصمتٍ وكتمان و الخد من الدمع

 
✍️شهرزاد شيخ سيدي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سمفونية غرام

أحقا شبت يأحلى الشباب

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس