" الضفدع والفقمه"
" الضفدع و الفقمة "
قصة*
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس // سوريا
🐸🦖
أراد ضفدع أن يتزاوج مع فقمة و أن يكون معها أسرة بعد أن تهيأ لهُ أنها عشقتهُ ذرفت الفقمة الدموع الساخنة و هي ممددة على جنبها تبكي و تتلوى ذات اليمين و اليسار من شدة الندم و العذاب أو هكذا أوهمت الضفدع المسكين الذي صدقها و كفكف دموعها بعد أن احترق قلبهُ الرقيق ولم يعد يحتمل تلك العبرات الجارية يبدو أنَّهُ أعمي على قلبهِ و عينيهِ بما أن الحب أعمى قال لها : سامحتكِ
هنا برقَ الغدرُ في قلب الفقمة حيثُ قررت كما المرة السابقة أن تخون الضفدع مع سواه وأن تتخذهُ لقمة سائغة يقضمها من هبَّ و دب و ألا تصونهُ وتصورتهُ كالصندويش الذي تلتهمهُ الديناصورات بشهية بالغة و الدموع تطفرُ من مقلتيهِ و هو بين رغيفي خبزٍ يتألم تحت و طأة الفك الوحشي دون أي وازع ضمير . . هكذا هم بعض البشر عندما تتم مسامحتهم و العفو عنهم عند قيامهم ببعض الأمور الشنيعة كالزنا أو ارتكاب بعض المعاصي و الكبائر كجرائم القتل أو هضم حقوق الآخرين و أذيتهم في الوقت الذي ينبغي فيهِ مراجعة ذواتهم و انتهاز الفرص لإثبات وجودهم و نيتهم الطاهرة تجدهم يقضمون اليد التي امتدت لهم بالمساندة و الصفح يبقى هؤلاء من أشرس المخلوقات وحشيةً و تمادياً ، فهم وحوش كواسر في زي بشر طبعهم الغدر و عدم التوازن و كل مايؤذي و يودي بحياة من حولهم إلى التهلكة و الخطر أصحاب تلك الصفات يكون من معهم خاسراً لا محالة مهما كان طيباً معطاءً سيجدُ ذاتهُ لا يتجاوز سوى دور الضحية في هذه العلاقة التي ربما تقرأُ عليه الفاتحة و ترفعُ الأكف: الفاتحة على المغدور ! جمعنا الله مع عباده الصالحين
🦖
الكاتبة
تعليقات
إرسال تعليق