مرابع الطفولة
(مرابع الطفولة)
أعيدوني تِلك الطفلة
إلى ذاك المكان
ماعادت حياة المدينة تستهويني
ردني يازمن إلى حيث شهد أولى شهقاتي
وأول خطواتي
خذوني لمرابع الطفولة
لأيام خلت
بفستان يضج بالألوان
أطلق للرياح قدميّ
في الحقول والبراري
أنفخ في (دولاب العشق)
أمنياتي الصغيرة
لتسافر وتحط بأرض تستهويها
أسابق الفراشْ والنحل من زهرة إلى وردة
أتنشق رحيقها
أجري خلف غيمة حبلى
قرب مخاضها.. لتمن علي بخيراتها
أرخي لخيوط المطر ضفائري
هكذا قالت الجدة..
ماء المطر مبارك بنيتي
ينسكب من بوابات السماء
مقدسة حباته..
تطيل العمر وخصلات الشعر
من قال الماضي مضى
لازال يسكنني
وأعيش عليه
بتفاصيله العذبة
ها أنا وصديقات الطفولة
نتسابق لبيادر القرية
نلاحق الظلال
وهي تهرب من وهج الشمس
لا نكل أو نمل
رائحة القش
تخترق أنفاسي
وذاكرتي
صوت مسننات( الجرجار)
هسيس السنابل
تمتزج بصوت الجنادب
حين يشتد قيظ الصيف
عد بي أيها الزمان
لفيئ شجرة التوت الكبيرة تجمعنا
حبال الأراجيح تحملنا
هرج ومرج
وقهقهات طفولية بريئة
لا هم يكدر صفو أيامنا
ولاغم يخنق أحلامنا
أشتهي رشفة ماء من (كعني سورك) _النبع البارد_
الذي يتوسط قريتنا
وحبات تين وجوز من شجر الخالة جارتنا
ردني يازمن
لبساتين الرمان
لشجر الحور
وهي تغتسل
بقاماتها الرشيقة
في السواقي
أحن لسماع ثغاء الخراف
وجلجلة الأجراس في رقاب القطيع
حين يعود قبل الغروب
وأفول شمس النهار
أعيدوني لها
أغرقها بحنيني..
وجمَّ حبي
أواهٍ
يالوعتي
وحسرتي
وكسرتي
على ما آلى إليه حال جنتي
تعليقات
إرسال تعليق