سامحيني

*سامحيني*
أجمّع شتاتي. أسحب الابواب البلّورية بحذر مرتعش. تطقطق الانّات في الصّميم.
مرصوفة جامدة مستسلمة. أقبّل بعضها هامسة "سامحيني" دموع ترسم درب الفراق.
حزينة مرعوبة. سيجمّدك الغبار. ستّنسىين في الرٌفوف ستموتين. 
لن تتسرّب إليك أنامل بعد إن يستتبّ الدّجى.
 لن ترتقي السّلّم تعدّين رفّات قلبي مسافرة إلى ركن نيّر .
 لن تلامسي شراشيف اللحاف الحريري. 
لن تسمعي تنهدات ما درى بها انسان. 
لن يشدو صوت درويش أو قباني أو الشّابّي أو مطر أو النوّاب.
لن يعدّد الجاحظ مناقب الكنديً أو المروزيّ أو معاذة العنبريّة ومريم الصّنّاع. 
لن يصنّف ابو العلاء المبدعين ويرتًب الشعراء والكتاب في جنّة الغفران. 
لن ينجو كافكا من عذاب الحبّ وميلينا البعيدة جدّا.
.سيصمتون إلى الأبد.
ستباعين على الرصيف ببخس . 
سامحيني فقد تاه العقل مني. فقدت البوصلة في عمر مقرور. 
سامحيني .فقط سامحيني...
في الظلام أدسّ بعض الكتب  الشّاهدة التي نامت عندي ليالي بطول العمر المرتبك الآسي.
الحقيبة ثقيلة.مهمومة. أغمض عينيّ. نحيبها يرجّ الفضاء . يخدش بعضا من كبرياء. ينتحب:  لماذا لست أنا؟ اريد أن ارحل ... خذيني ... ماذا ستتنفّسين؟ كيف ستهتدين؟ كيف ستصمدين؟...
شريط طويل جدا دون نهاية. ظلام مستبدّ. جنون مدمّر.
أرشّ الماء البارد على وجهي المحتقن. أريد أن أفهم أن أعيش المسألة.
 السّاعة تقترب و وجيب صدري يعوي "لا تبالي....وارحلي "
أجرّ أوجاع السًنين الطّويلة. أحمل شذرات الرّفض والتّمرّد المتأخّر جدا.  
التفت إلى الركن المعتّم أودّع شقاء السّنين العجاف. ألمح طيفا يضع اواني ويرفع أخرى، يحرّك غربالا أو مصفاة أو يشحذ سكّينا يجفّف عرقا لن يجفٌ. 
هسيس في الصالون. تلفزيون يغرق في السّواد . كنبة تتمتم بكلمات شقاء حفظتها في لوح مستور  
الكؤوس المصطفة في الخزانة البلورية تتقارع في وشوشة بطعم النّحيب"اين تمضين؟
الطريق مقفر. بعض الاضواء الساطعة تعشي بصري .
الحروف والكلمات تصرخ "إلى أين؟ إلى أين؟ إلى أين؟"
حبيبة المحرزي 
تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس