اضوعُ حجراً
أضوعُ حجراً
أنامُ بسكونَ الليلِ كضبابهِ
نجمٌ كريحِ أدنو دمعَ الضجرُ
أميلُ نحو الختامِ بسر حكاياتي
و هل بالختامِ راحةٌ في الكبرُ
أضوعُ بسقوطُ العناوينِ تائهاً
و دمعي سخيٌ قد باتَ نهرُ
مالي في الحياةِ أذوبُ كشموعِ
قهرٌ يجهدني و الحياةُ قُصرُ
كربٌ يباركُ بكأسُ السقمِ
يعتليني الحزنُ و يهدني القدرُ
أرمي في خضوع الدنيا مراً
أنوبُ جرحاٌ إذا الجرحُ أمرُ
مالي أشدُ بثوب الموتِ راجياً
مالي أرمي هباءٌ بسلةُ العمرُ
أن غشاشةُ خافقي بقيتْ ترمي
بالقرابينِ و كلُ أيامي جمرُ
لا الهزائمُ كانت ثوبي يوماً
ولا الغربةُ أطاحت بقيد الأسرُ
هي الأقدارُ من أشبعتني بذلها
و الشوكُ بدروبي سيفها خضرُ
تلكَ الهبالةُ مالها تقصدني
و جسدي مثقوبٌ بطعنِ الغدرّ
فكم سيطولُ ثقلَ الهمومِ
حيناً يصبحُ جسدي للحزنِ بئرُ
و حيناً أسيرُ بخشوعي خمرٌ
فهل ترى بخمرةُ الكأسِ كفرٌ
تكاسرني مصائبُ الدهرِ و تهدني
أرقاً يسرقني بدمعةِ الهجرُ
على دروبُ اليأسِ تناهتْ أزمنتي
قلوبٌ صارتْ بديارنا حجرُ
نفوسٍ أضحتْ بعرش قومها
ظلماءٌ ليالينا تنعى بها البدرُ
أجري بقصور الصعاليكِ مفقودٌ
و رب الذلِ ساقني ويلَ الفقرُ
فتناحتْ من قامتي هبةُ الرجالِ
إذا خانتْ بي الحكمةُ و الفكرُ
تكادُ تكسرني عللي بشرِ مخالبها
بين ضلوعي جرحٌ نارهُ جهرُ
فما هذه الأيامُ ترهقني صَحائبها
مالها تداعبني لوعتي و الكدرُ
و بنفسي من الراحلينَ لهفتي
فذنبهمُ عميقٌ و ما لهم عذرُ
وفيتُ و بثوبُ الوفاءِ مذلةٌ
وما أرضاني لدينُ الوفاءِ أجرُ
تلكَ الحمقاءُ أتراني هزيلٌ
كالمهرُ الجريح أتمددُ قهرُ
تقربني صدى رعشتها فأبكي
و دربُ ذكرها تعبٌ وعرُ
عانيتُ بدهري ما يكفي لقتلي
شرورٌ داهمتْ منزلي و عسرُ
فارقني يمامتي و القلبُ منزلها
و روحي لخطى أحلامها جسرُ
الريحُ قد غواها غيمةٌ راحلة
فيا عمراً ما لكَ بسكنِ الصبرُ
وكأني أشربُ من مذلتي شحبُ
بوحشتةِ ترى كل حقولي قفرُ
فأهدُ بالنعشِ متهرياً هامتي
مالهُ المقتولُ ينامُ بليليَ الذعرُ
قد وهبتُ لعمرها أيامي خدمٌ
وليس لي أرضٌ و لا لي بحرُ
خيبتني كما يخيبُ الودُ خاطري
فعلى جدار الخيبةِ نمتُ دهرُ
أن عشتُ لغدٍ قد تخاصمني
ويلٌ لزماني كم ساقهُ الخُسرُ
تسدُ باب راحتي و تذبحني
كالذئبِ تنهشُ بلحمي المرُ
رمتْ بجسدي رماحٍ الطعنِ
كالعدو يرسو برمحهِ بالظهرُ
فأن عشتُ فالطعنُ سيعرفني
سيغتالني سهمُ الشقرِ و السمرُ
فهون عليَ يا أيها الجرحُ ألمي
ففي الفراقِ جرحٌ يحرقُ الصدرُ
مالهُ هذا العمرُ يبرحني جرباً
مالهُ الموت يجرني كشاةِ للقبرُ
فياربُ دارٍ لم تصون عشرتي
تهاوتُ دروبي و معهُ السترُ
ستذكرني الحجارةُ بثوب الردى
بأني فجرٌ إذا فقدا الفجرُ
و إن متُ هل سترضى بنعشي
أم يبقى لنا الموت حيٌ فخرُ
بقلم ....... مصطفى محمد كبار
حلب سوريا في 15\9\2022
تعليقات
إرسال تعليق