أمي

أُمِّـي

أُمِّـي : رُبَّما أكونُ غداً
أوَّلَ مَنْ يَقِفُ أمامَ المحكمةِ
و أكونُ أوَّلَ عاصٍ
يُساقُ إلى حبلِ المِشْنقةِ ...
أوَّلَ مَنْ يَقِفُ مِنَ الجُناةِ 
بعدَ انجلاءِ الفجرِ
يكونُ جسمي جُـثَّةً هامدةً
و تُصعَدُ روحي إلى السَّماءِ
حينئذٍ حولَ قبري
سينبُتُ زهرُ الياسَمينِ
فلا تبكي يا أُمِّي و لا تنوحي
حبَّذا لو تُخفينَ دُموعَكِ
لا تُبالي فَروحُ الشَّهيدِ رَيحانةٌ
 اِغتسلَتْ بنَشْوةِ الوطنِ
قلبهُ يعشَقُ أشجارَ الزَّيتونِ
و عِطرَ البلُّوطِ و أشجارَ التِّينِ 
كِبرياؤُهُ شُموخِ جبل : گاره ومتينِ
لا تبكي يا أُمِّـي ..
لا تنكسري أمامَ الطُّغاةِ 
فَلِلْحُرِّيَّةِ وُجوهٌ تمطرُ دماً
و تجني عناقيدَ المجدِ 
مهما رسموا لها القِيودَ
فهَيهاتَ لِلحُرِّيَّةِ أنْ تُقيَّدَ بالأغلالِ
و هَيهاتَ للجبلِ الأشَمِّ 
أنْ يلينَ أمامَ المطرِ

‏  Edris Haider ✍️

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس