رسالة أخيرة
قصة قصيرة
*رسالة أخيرة"
يرنّ هاتفها قرب الوسادة. تضاء شاشته في الظّلام الدّامس. زوجها ينفخ متذمّرا يريد أن يمضي في النّوم حتًى الصّباح.
الرًقم غريب لا تعرفه. تنزوي في الحمًام بعد أن أخرست الهاتف:
_ألوووو، أنت عفاف؟
_نعم...من معي؟
_وكيل النيابة القضائية ...
جفً حلقها وارتخت ركبتاها حتى كادت تسقط. اتّكأت على الجدار. تمتمت "اللّهمّ اجعله خيرا". لم ينتظر الصوت:
_هل تعرفين درًة غريب؟
_نعم هي...
قاطعها بصوت جهوري:
_ننتظرك بعد ساعة في قسم الشرطة الجنائيّة في شارع الشّهداء..
هي صديقتها الجميلة الطيّبة، منذ جاءت من قريتها النائية مع زوجها وابنائها الصّغار، وسكنت في شقة بالإيجار. كانت درّة جارتها التي آنست وحدتها وهبّت تساعدها في شراء الملابس والكتب لابنائها وبعض احتياجات البيت.
أحيانا تأخذها معها بالسًيّارة إلى المطاعم الفاخرة والمنتزهات والمقاهي. أنستها غربتها وبعدها عن أهلها، لكن منذ سنتين انتقلت درّة إلى حيّ راق بعدما اشترى زوجها شقّة فارهة.
لم تنقطع علاقتهما. تتواصلان كلً يوم عديد المرّات خاصًة على ميسنجر او السكايب. تتحادثان طويلا وتتشاوران في أمور البيت والابناء.
منذ أيّام قليلة فتحت درّة الكاميرا وهي تتبختر أمام المرآة بقميص نوم جديد احمر حريريً يلتصق بجسدها البضً المكتنز. فجأة أغلقت الكاميرا وانقطع الا تصال ما إن عكست المرآة صورة رجل بدين اسمر ممدّد على فراش بجنبات وقوائم مذهًبة .
الأمر غريب جدا .هذه ليست غرفة نوم درًة. والرّجل ليس زوجها لكنٌه ليس غريبا عنها. قد تكون رأته في الماضي لكن أين ومتى؟ تضغط على جبينها ،تستفزً عقلها. غموض وضباب .
غير أنً صورة المطعم الذي تغدًيا فيه منذ أيام قفزت جليّة أمامها. انًه صاحبه . يومها حرص على تزيين الطاولة بالورود وتكديس الأطعمة والفواكه والمشروبات. كان سخيّا جدّا. قالت بأنه قريبها.
حاولت الاتصال بدرًة لكنً هاتفها مغلق.
مشت على أطراف اصابعها كي لا تقلق زوجها االعاطل الًذي ينام نهارا ويصحو ليلا. سحبت فستانا طويلا من الدّولاب ، لبسته في الصالون. غطًت رأسها ومضت مضطربة مرعوبة.
قبل أن تصل إلى قسم الشّرطة ترنّ ارساليّة على الهاتف:
_درًة قتلها زوجها. هو لا يعرفني .انت فقط تعرفينني. إن ذكرتني للمحقّق فلن تري أبناءك إلى الأبد. وان سكتً سأعطيك....
حبيبة محرزي
تعليقات
إرسال تعليق