أود طفولتي

أود طفولتي ... 

اود طفولتي 
لا ألم في خاصرتي 
لا وجع في رئتي
لا بُحٌ بحنجرتي

تولد الكلمات في قلبي ...
تزهر على لساني 
في ذات اللحظة ... 
يفوح منها عطرك سيدتي ... 

دونما تحريف 
دونما رياء 
ذات يوم 
كنت اصاحب 
غيوم السماء 
في بريق عينيك
بتلافيف جمجمتي 

كنت أرافق طيور السنونو 
في رحلات الصيف والشتاء 
شمالا ... 
جنوبا ... 
لتزهو أوردتي ... 

أقرأ الفاتحة 
على جموع النملات المستشهدات 
تحت خطى الأقدام 
وهي تجمع قوت الشتاء 
من سنابل حنطتي ... 

أود العودة لأيام طفولتي 
لأغيظ قوس قزح 
وانا اجاهر المرور 
تحت سقفها 
وأركب دربها 
وكأنها أرجوحتي ... 

اود ... لو اعود والعب 
مع الأطفال لعبة ( الغمّيضة ) 
لأنعش ذاكرتي ... 

لأني لآخر مرة لعبتها ... 
بعدما أنهيتُ العد للعشرة 
وزيّن النور حجرات مقلتي ...

بدأتْ وقتها تراتيل الأختفاء ...
اختفى كل من كانوا حولي 
تبخروا ... 
ومزقوا افئدتي ... 

صاروا كالزبد في عرض البحر 
كالوهم ... 
كسرابٍ ... 
في واحات الفكر والسحر ... 
بقيتُ وحيداً 
اكمل بناء خاطرتي ... 
..............................................
الشاعر الملكي .. محمد جميل عمر
سوريا .. حلب 31/1/2023

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس