جرح بوجه القدر
جرحٌ بوجه القدر
كلُ مآسينا ضجرٌ حينما ننام واقفين
كسرٌ بالقلب و بالعينِ دمعٌ هطلُ
في عفرينَ ترملتُ المآذنُ خجلا
و إستبدلَ الصبحُ ثوبهِ بظلامٍ ثَقلُ
منازلٍ كانت بالأمسِ لنا رحبٌ
ها هي بركامها بدماء الموتى ترتحلُ
و كأنها حلمٌ بديار الغبار نشاركها
فآهٍ لهذا المصيبِ أدارَ بنحرهِ الزعلُ
هل كتبَ علينا أن نحملَ أكفاننا
بكلِ الدروبِ و تتوهُ بشقائنا السُبلُ
حيناً يسبقنا غضبُ السماء لتهلكنا
و حيناً بتعب الأيامِ تبقى أرواحنا ثَمل
عفرينُ كم مرةً سيطعنكِ هذا القدرُ
و جرحُ الأمسِ مازالَ بنارهِ مشتعلُ
و هذا الرجسُ بنابِ الاوجاعِ مالنا
نحملهُ و ضيمِ البلاءِ بنا لا يحتملُ
أكانَ لنا بساعةُ المنامِ وحشةُ الليل
ل تمزقنا الحجارةُ و نحتضنُ الآجلُ
و الموتُ مالهُ فقط بأرواحنا مقتدراً
يسرقُ الفرحةَ من عيوننا بالعجلُ
فهاتِ يا أيتها الأقدارُ حقد غلكِ
أشبعي براحتكِ من جرحنا و القتلُ
قد تهاوت من صدورنا ألف آه
و الروحُ شقاءٌ بذكرى الراحلين الأزلُ
يا أيها الدمعُ الباكي متى ستفارقنا
قد أضحتْ قلوبنا بنجاتها في نكلُ
فولنا من يومٍ كنا لا نحسبها شركً
حتى أطاحتْ بصدورنا و الروحُ كهلُ
هي الخيباتُ تبقى تشتتُ اوصالنا
و بكلِ يومٍ هناك كارثةٌ لنا مستقبلُ
أتدنو الآلهةُ بمصائبنا حين نشكو
أم وحدها الدموعُ ستشقى بالمقلُ
لنا يأسٌ في مهد المغيبِ نسجدهُ
و بوداع الأحباب ِ لم يعد هناك أملُ
كفاكِ يا أيتها الحياة تقتلين بأرواحنا
فقد ذقنا منكِ عذاب الدهرِ مع الويلُ
فأي بقاءٍ بهِ نفعٌ حين الفراقُ يقتلنا
و القلبُ قد ماتَ وجعاُ و راحَ يعتزلُ
مصطفى محمد كبار
تعليقات
إرسال تعليق