منذ أن غادرتِ

منذُ أنْ غادرتِ

منذُ أنْ غادرتِ ...
وعزمتِ الرَّحيلَ باكراً عنَّا
غادرَ الرَّبيعُ حياتَنا
سادَ الظلامُ أيَّامَنا و ليالينا
و الأحزانُ لا تُقارقُنا 
ذبلتْ أزهارُ الياسمينِ
على أسوارِ دارِنا 
اختفَتِ الابتساماتُ على شِفاهِنا 
و اختنقَ الكلامُ في حنجرتِنا
و تلمعُ الأحزانُ في عيونِنا 
و عتباتُ عياداتِ الدَّكاترةِ
باتَتْ جُزءاً من حياتِنا
مَنْ كانَ يظنُّ أنْ تتركينا 
و نفترقَ إلى الأبدِ 
دونَ وداعٍ 
و يصبحَ المنزلُ خالياً دونَكِ ؟!
نبراتُ صوتِكِ كانتْ تملأُ البيتَ حناناً 
وسطَ الضَّحِكاتِ التي تغمرُنا بالبهجةِ و الأفراحِ
فما زالَ طيفُكِ يحومُ حولَنا 
و تسكُنينَ زوايا قلبي و نبضاتِهِ
و تُشاركينَ أفكاري و ذكرياتي 
كنتِ نجمةً مُتلألئةً في حياتِنا
تشعُّ نوراً علينا
كالبدرِ يُنيرُ دُروبَ التَّائهينَ في الظَّلامِ
و يزورُني طيفُكِ في الأحلامِ
فما زالَ عطرُكِ عالقاً على وسادتِكِ
حينَ لمستُها تنهَّدَ بينَ يديَّ 
آهٍ لو تدركينَ كم أتألَّمُ بعدكِ .. !
الشوقُ و الحنينُ يشدُّني إليكِ
فما زالَتْ همساتُكِ كأنغامِ القيثارةِ 
تُدندنُ بعبيرِ أنفاسِكِ حولي
و تخترقَ هدوءَ اللَّيلِ 
و يتردَّدُ على سمعي 
فألتمسُ الدِّفءَ في كلماتِكِ العَطِرةِ
--------------------------------
شيار آلياني 2022/1/25

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سمفونية غرام

أحقا شبت يأحلى الشباب

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس