نكسة مدينتي
نَكسةُ مدينتي
مدينةُ أجدادي
بَقِيَتْ حُلماً لِأكبادُي
منكوبةٌ خاليةٌ
منَ الأرواحِ الطَّاهرةِ
نائِحةٌ في ظلِّ الحُلمِ
لقد طالَ هذا الظُّلمُ
صاغَ دمعةَ الحُزنِ
على ترابِكِ الطَّاهرِ
نرسُمُ على الأوراقِ الصفراءِ
حِكاياتٍ و قِصَصاً بالألمِ
برفَّة عينٍ
انهارَ جمالُ مدينتي
على أيدي الغُزاةِ
عُشَّاقِ القُبحِ و الموتِ
إنَّها نكسةُ أبناءِ المدينةِ
كَمَنْ يمضي إلى الجحيمِ
دُفِنَ في نبضِ الحقدِ
أفلاذُ أرضِها
يسيلُ الدَّمعُ
منْ عُيونِ الغَمامِ
هاجَروا بِلا عودةٍ
دخَّانٌ أزرقُ يتصاعدُ
من أذنِ المَساكينِ
و أصواتُ الرُّعبِ
تُغلِّفُ رُموشَ الباقينَ
تاهَ العقلُ و الإنسانيَّةُ
في هذا الكوكبِ
ماتَ قمري
نثرَ روحَهُ
جانبَ دماءِ الموتى
اشتعلَ اللَّهيبُ
على وجهِ الحاقِدِ
غُبارُ الصَّحاري
أعمى عيونَ الغِزلانِ
في جبل هاوارَ
هيهاتَ أيُّها البشرُ
فقد اِندثرَتْ
أعمِدةُ الكرامةِ
باتِّجاهِ الفَناءِ
ما عادَ العيشُ قائِماً
على هذهِ الأرضِ
فقد تلوَّثَ الهواءُ
بأنفاسِهم الكَريهةِ
دفنوا الوطنَ
تحتَ طاولةِ السِّياسيينَ
أحرَقَ اللّٰهُ أجسادَكم
أيُّها الفاسِدونَ
كفنتُم مدينتي
بالرَّايات السوداءِ
عجنتُمُ التُّرابَ
بدُموعُ النِّساءِ
ما عادَ يهمُّهُمْ
ضحكاتُ الأطفالِ
و لا ضعفُ الكبارِ
و لا قهرُ الرِّجالِ
سلَّموا المدينةَ
لِقومٍ بلا اخلاقٍ
جفَّ النَّدى
على وجهِ قُبلتي
مزَّقَ الاشتِياقُ عقلي
اعتنقَتْ عيوني الحُزنَ
أشلاءُ على ضِفافِ الزَّمنِ
نُفِيَ الوطنُ بيدِ الظُّلَّامِ
برعشةِ اليدِ ألمُسُ الوجعَ
ستبقى على جبينِ التاريخِ
رمزَ الأبطالِ
01.10.2023
تعليقات
إرسال تعليق