بدون شرح
بدون شرح
الشعرُ دونَ حزني كأنهُ كومُ من الحَطبَ
فياليتَ بالوحي نجاةٌ لأنجو بهِ أو أهربَ
فالشعرُ صارَ مرآة المنكسرينَ نوحٌ و بكاء
تشكو القوافي بأحزانها فتعاتبُ من ذهبَ
حالي بدون الشعر كحالُ السكيرِ التائه
يمضي بما غلبهُ من أرقٍ و ما تراهُ غَلِبَ
و بكلِ حينٍ لي خبرٌ بالقصيدِ أنا أدونهُ
ألفُ كسرٍ يعاتبني فأدنو بزمانٍ مرهُ عجبا
كلُ يأسي منقوشٌ على جدارِ الذكرياتِ
حنينٌ للأمسِ و هذا الجرحُ و الندُبَ
ما أسخفَ شعري حينَ يطولُ مكسوراً
أجتهدُ ببكائي و أُخاطبُ الأصنامَ العتبَ
كلما عاتبتُ زمني خاصمني الراحُ بلومهِ
جحافلُ القومِ قد تجاهلوا ما يدي كتبَ
و إني ذكرتُ من الشدائدِ أقسى ماهدني
طعنُ الروح و العمرُ الذي بكفرهِ غضِبَ
حرانٌ هذا الحزنُ بعمق الأوجاعِ يجهدُ
بين الجُفونِ بجمرَانهِ ما الليلُ مني نهبَ
كيف للعصيانِ أن تدرك بما دارني ألماً
و عينُ القومِ ترنو بالحسدِ بشرها طربا
هي أبياتُ الشعر وحدها تحملني لأحيا
كلما كتبتُ طارَ قلبي عالياً بينَ السُحُبَ
ظني رَضِيتُ بالسماءِ و ما غواها مقلتي
قد خابَ الظنُ كلما روحي منها اقتربَ
يا ساطعَ الظلام بدنياي كيفَ تحسبني
فالموتُ كفرٌ يوما يأتي بالروح مغتصبَ
هي البكاءُ كانت تحملني بمرَ السقوطِ
ببابُ اللهِ أُشكو بقلبي و ما لي وَهبَ
الدهر سودٌ مخالبهُ حينَ يقسو بجسدي
و العمرُ تعبٌ يلهو و كم من مرٍ شَربَ
فعند وقت الرحيلِ أدركتُ بأني حجرٌ
أمضي للثرى و الدمعُِ من الوجعِ تَعِبَ
هأنا بلغتُ من الأعوامِ شيبَ الخمسينِ
بعيشٍ مفقود و قلبٌ يشكو من بهِ لعبَ
و إني حينما أنامُ عيني يسكنهُ نارٌ يعلو
كأنَ لزماني طيبٌ راحَ يزيدُ بالنارِ حَطَبَ
تلكَ النواقصُ كانت كافيةٍ لتهلكَ أيامي
فالويلُ لهذا القلب ماذا من الحياةِ كسِبَ
مصطفى محمد كبار
تعليقات
إرسال تعليق