أخين تمطر في عفرين

آخين تمطر في عفرين 

🔴 مروان خورشيد

آخين 
المتروكة للريح و لأوغاد هذه الحياة
تقول 
مات أبي و هو يحفر اسمه على أشجارنا هناك في عفرين 
ثم ماتت أمي و هي تسند حزنها على الغيب 
حاولتْ أن تمنع موتها 
خوفاً عليّ ، لكنها فشلت
كنتُ طفلة لا أعرف بعد 
ماذا يعني الموت ..
كنت ابنة سنتين ألعب مع الأطفال في عزاء أمي ..
كنت طفلة لا أعرف ماذا يعني إنها تركتني للغيب ..
أبي لا أتذكر ملامحه 
لكنها دوما تخرج إلي من الطبيعة 
ملامح خضراء كالزيتون في عفرين
أمي أتذكر حضنها جيداً
لا .. لا
أمي أتذكر دفء حضنها جيداً 
منذ وقتها و أنا جسدي متروك للبرد و الريح و غبار السنين ..
آخين 
تسكن وحيدة في زحام المدينة بعد نزوحها عن عفرين ..
كل يوم أُصبح عليها بقصيدة من مطر غيمتها
فترد الصباح على سلام كائنانها الجميلة ..
آخين قصيدتي الجديدة 
حزن قديم يتجدد كل حين 
غيمة كل يوم تذهب الى عفرين 
لتمطر هناك ثم تعود للمدينة المزدحمة بقهرها 
وحيدة دون إخوة 
وحيدة دون قريب أو بعيد 
جميلة كآية مكثفة بالحبِّ في القرآن أو الإنجيل 
و صغيرة ككمشة غناء كوردي حزين..
آخين 
زيتونة عفرين و قهرها 
نهرها الذي يدور على قراها كي يلملم الحزن الطويل و يأخذه الى البعيد ..
حين تعرفتُ عليها 
أو تعرفتْ هي على قصائدي 
سقط قلبي في يديها 
سقط مع دوي شديد
قلتُ لها : 
هذا قلبي 
إطلبي منه ما تشائين 
أي مشاعر تنقصكِ إغرفي منه ..
أي إحساس يجعلك قوية خذي من شرايينه أو من الوريد ..
آخين قصيدتي الجديدة 
ليست الأخيرة 
و لا هي مؤقتة 
آخين 
أنا أباكِ الذي حفر اسمه على الأشجار هناك و غاب 
أنا أمكِ التي أسندت حزنها على الغيب و لم تنتصر على موتها الذي باغتها بجبنٍ ..
أنا أخوتكِ الذين كان مخطط لهم أن يجيئوا بعدك ، لكنهم تأخروا يا آخين و لم يجيئوا 
غابوا مع الموتين ..
آخين جاء الدور على إقتلاع حزنك 
جاءت صباحات تشرق من كفيكِ
لتغيب عند أقمار خاصرتك المضيئة 
جاء الدور يا آخين على فرح سيولد في عينيك و يكبر في قلبكِ كأشجارنا المعمرة هناك 
جاء النبأ الأخير 
انهضي خذي غيمتك لتمطر في عفرين 
لا تتأخري على قرانا 
إهزمي أوغاد هذه الحياة 
و وسعي من المدينة التي تسكنيها كي تتسع لفرحك القادم الفسيح 
قومي يا آخين 
أصبح لديك أباً و أمّاً و أخوة 
مثلكِ عفرين ستشفى من حزنها 
مثلكِ أشجار الزيتون ستهزم فؤوس الغرباء 
مثلك نهر عفرين 
سيدور على القرى مبشراً بفرح طويل طويل ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس