طلبت يد للزواج

طلبت يد القمر .. للزواج 

قصرتُ المسافة 
و أختصرتُ الطريق 
و اتخذتُ قراري 
و طلبتُ يدها 
فلم تسألني ..
من أنت ..؟
و من أي بلد ..؟
و ما هو دينك ..؟
و ما هو لون عينيك ..؟
و كم هو طولك ..؟
و من أحببت ..؟

وافقتْ مباشرةً 
و ملئتْ فمي بالضوء ..
و جلستْ فوق جفني 
و عصرتْ فاكهتها في حلقي 
و رقصتْ على صدري للصبح 

طلبتُ يدها 
فخرجتْ من تحت حجاب الليل 
كالطيور المتنكرة 
و ارتدتْ ثيابها الحرير الفاتنة 
و نزعتُ عن شعرها الدبابيس 
و قبلتني ..
قبلة العروس للعريس 
و زالتْ ما بيننا 
كل الحواجز و المتاريس 

طلبتُ يدها 
و سمعتُ الحجارة في عيني 
تخبرها .. 
عن عشتار و تموز 
و عن إينانا و دوموزيد 
و رأيتها تمشي 
بريشتها الصغيرة فوق خدي 
و كأنها تزيل الغبار 
عن وجه إيزيس 

يا قمري ..
خمس و عشرون عاماً
و لم يكتشف الحب 
ما بيننا 
كل التضاريس ..؟!
و لم يغرز في جسدينا 
كل الدبابيس ..؟!

خمس و عشرون عاماً 
و مازال الحب 
أشقر كالقمح 
دافء كالنبيذ 
ينام بيننا كالأطفال 
و يرفع رأسه أحياناً 
كزهر القندريس

بقلمي : عصمت مصطفى 
              أبو لاوند

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس