زورقي الأزرق
زَّورَقيَ الأَزرَقُ
زَّورَقيَ الأَزرَقُ
يعبرُ بِحارَ الشَّوقِ
ولا يغرقُ
تعبثُ فيه الرِّيحُ
ولا يُرهَقُ
عميقةٌ مَراسيِه
قَصيَّةٌ شَواطِئُه
زَورقي لَيلةٌ من ليالي شَهريارَ
حَكایاهُ تُحرِقُ جُذورَ الأرَقِ
أساطيرُ تموجُ
تَمحو غُبارَ السَّأمِ
سلطانٌ يعشَقُ
ورقابٌ تُسحَقُ
والماردُ في الُّلعبةِ
حَلَّالُ العُقَدِ
زَورقي أُرجوحةُ طِفلٍ
يَحلُمُ بِرَحيلٍ
لا تؤطِّرُه بوصِلَةٌ
ولا تُقَنِّنُهُ مَشارِقُ أو مَغارِبُ
زَورَقي حبَّاتُ مَطَرٍ
تَشتهي وِصالَ تُربَةٍ عَذراءَ
ما عرَّكَتْها تَجاربُ
يسبحُ كعصافيرِ البَراري
في مَتاهاتِ الأُفقِ
يلثِمُ أطرافَ السَّحابِ
وينثرُ عِطراً
وبين أجنحة النَّسائمِ
بضعُ كَلماتِ عَتَبٍ
زَورقيَ التَائهُ رِسالةٌ خُرافيَّةٌ
في حُضنِ الزَّمانِ مَنسيَّةٌ
تَحكي لِخفافيشَ صَمَّاءَ
أسرارَ الغَدِ الآَتي
بخِنجرٍ يُغمِدُهُ
في أصابعِ كَلمةٍ أسيرةٍ
في زنازين الحِكايةِ
زَورقي بقايا امرأةٍ
ذَبَحتهَا زَوابِعُ
في لياليَ الخَطيئة
وبعثرَتْ أشلاءَ جُثَّتِها
عناكبُ وعقاربُ
روحٌ تئنُّ
وأنفاسٌ ظَمأی
تشربُ أباريقَ ذِكرى
إذا الفَجرُ انبثقَ
مثلَ لِصٍّ مُحترفٍ
يُلَملمُ أكداسَ العَتمَة
من حنايا النَّفَقِ
يبدِّدُها بِنُدَفٍ مِن ضياءٍ
كيفما اتَّفقَ
يداوي خَجلَ العيونِ
بنفحةٍ من طينِ الأرضِ الغَضَّةِ
يتراءى تِنيناً يَجتاحُ المَدَى
يزرعُ وجهَ الشَّمسِ
سيوفاً وأساورَ
يَسرِجُ من لَونِ الطَّيفِ
خيولاً من سَنابلَ
تموتُ النَّشوةُ في مجاديفِ الوَهَنِ
وتُعربِدُ دوَّاماتُ الجُنونِ
بين أشرعةِ القَهرِ
فتموتُ بالحَسرَةِ أُغنيةُ الموجِ
ويغيبُ خلفَ الغيمِ
ذاتَ مساءٍ
حُطامُ زورقٍ أزرقَ
جورج عازار "ستوكهولم السويد"
اللوحة للفنان التشكيلي السوري يعقوب اسحق
تعليقات
إرسال تعليق