إحتمالات موروثة
إحتمالات موروثة
صورة الوجع كالنقش
في الأثير
عتبٌ
بمن أشقى بأدمعنا في
الشتات
و جرحٌ في الصدر باليوم
العسير
كل شيء تكسر
حجراً
الحلم على أعتاب
الوداع
و العينين قد فاضها بحر
الدموع
هناك خلف الرحيل قد شاب
الشعر و كهل العمر
فنسيتُ عبارات الوحي و
الفكرة الملحة
رحتُ أفتشُ بملامحي عن
صورتها القديمة
أنا شديد الإعتذار من الحياة
لأنني لم أعانقها
ف رست ْ منكوبة مثل الأشياء
التي فقدتها
القلب من لوعة الفراق قد
مات بشدة
و الروح بقي يعنُ مخدوراً
بصلاة الخاسرين
هناك أثرٌ عميق بالحكاية
موجوع
و وجه الخوف يزداد قربه
لجدار الليل
فأصرخ يا الله إني بكَ
أستغيث
فأرتطمُ شاحباً بيأسي
بالشلل الطويل
و يغيب الإلتقاء بشقاء
الرحيل
يبدو هي هكذا أبواب
الحياة
تفتقر بملاقاة المقتول
لكني
لا أعتبرها قدراً لأرضى
بها
سأبقى أتحفظ على طعنات
الروح
إمرأة مشعوذة واحدة
كانت تكفي لتدمر حياتي
كلها
سأتذكرها كلما عاتبني الوجع
و استولى على الروح
سأصنعُ من الغيم وسادة
منامي الوحيد
لأفرغ الهموم من ذاكرة
متهالكة
و من طرف ثوب
السماء
سأسرقُ وشاح ليلتي لأحجب
نوافذ أحزاني
تباعدتْ عني بملامح
وجهها
و من شدة لوعة الوجع
بغيابها
رحتُ أحلمُ بلقائها بواحة
الحالمين
ربما أُعطي حق الإنتظار
بشيء ما خفيفٍ
كظل الياسمين التي تعانق
الصبح الباكر
وحيداً مازلت أجالس عتمة
الظلمات
وحيداً أشرب قهوتي المعتاد
عليه
متضجراً بمر الوقت أقاضي
الندم
أراقب شروق الشمس بصورتها
و الليل الطويل
كأنها هي
أتخليها بكل صباح و مساء
و هي تعود إلي
و أنا أفكر بطريقة
مشرفة
كيف سأستقبلها من بعد
معاناتي
أحضنها بشدة و أكسر
ضلوعها
أشمها بالحنان الغائب و أعاتبها
بجرح السنين
أو أدلك بأصابع يدها
و أُقبلها ........ واحدة
واحدة
من حقي أن أجسَ فروة
الحرير في حلمي
و من حقي أن أسمع أغنية
هادئة جداً تشبه الصمت
من حماقتي أتخيل الحياة
المقتولة و بأنها حية
لكنها كالعادة تخيب ظني
بالإنتظار
لن تأتي صاحبة الظل
الطويل
فألجأ للكتابة كلما داهمني
الوجع المر
فأحلم إني طائرٌ حر
أشق صدر السماء فأخرجُ
منها قصيدة حزينة
أنسى و لا أنسى
أحيا و لا أحيا
أكرهها فلا أكرهها
أجهش بالكلمات أحياناً
و أشرد
تائهاً أندب حظي العاثر
و أحياناً أخرى أستبيح وقاحة
الوقت
فأبكي مع الحجر كلما
حضنته أكثر
أسافرٌ لعالم مختلف خالي
تماماً
من وجود كائنات التي تشبه
البشر
خيالٌ يأخذني لمكان ساطع
النور .... مندهش
أخضر اللون بسكونه و شلالات
من الريحان بعطرها
فأحيا هناك دون أن يراني
قاتلي و يطعن
وحدي مع الريح أرسم لون
أسمي
وحدي أمشي بضفاف الراحة
معزولاً عن الأماكن الكئيبة
و عن الزمان
لا شيء يحزنني هناك
أو
يكسرُ هدوئي في الغياب
الذاتي
فلا عناوين ساقطة تدقُ باب
غيابي
و لا شيء يزعج مزاجي
الصافي
كل شيءٍ هناك كامل الاوصاف
من عداي
فأنا ينقصني ذاك الروح
المذبوح
لأحيا قليلاً مع الحالمين
فكلما داهمني الوحي
كتبت فوق نهدها ملحمة
الإلتقاء
ثم أعود من الخيبة بعد
خمس دقائق
لنفس الوجع القديم
فدائما يحملني فكرة الموت
الجديدة
موتٌ غير ظاهر للعلن
الغياب التام من الذاكرة
يجب أن أرحل
دون أن أنظر لصورة أمي
كي
لا تبكي ثانيةً بموتي
البعيد
سأرحل خلسةً بعتمة الليل
بصورة الماء
سأرمي عن جسدي ثوب
العناء
سأترك ورائي هنا كل
الأشياء القديمة
صور الذكريات و علبة التبغ
و مكتبتي الصغيرة
و صور أمي و أبي على جدران
البيت
سأترك شغبي بسن الصغر
و ذكرى ضحكتي مع اخوتي
و المصحف الكريم المعلق بضمائر
أمواتي
سأمحو من ذاكرتي وجع
السنين
و سأحاول أن أنجو
من سيرة الأوجاع و حزنها
فقد بلغى السراب ذروتها
بهزائمي
إني أدركت ما معنى العدم و
تفسيره الهادم
الغريب سيبقى غريباً بهوية
المنفى
فلا دموع تشبه الأخرى
فهناك
دموع للفرح دون ذكرى
للآخرين
و هناك دموع تبقى تكسرنا
بسيرة الأوجاع
فنموت بصور الذكريات
و نحن متألمين
فلا نحيا بها و نحن بالموت
وافقين
عندما يجتاحنا وجع
الحنين
كل الحياة دروبها هي
إحتمالات
موروثة من القدامى
نسيرُ بها كقطيع الأصنام
دون أن نفهم ماذا كان وراء
هذا العمر
نموت فلا نموت
نعشقّ بصدق وإخلاص فتكسرنا
الخيبات
فالخاتمة واحدة مكتوبة بنعوة
الراحلين ...... أموات
تائهين بأرواحنا المتعبة
و حتى القيامة
فأنا كلعنة الآلهة المصدومة
لن أعود إلى قبري
إلا
عندما أنتهي من كتابة
وصية القصيدة
الأخيرة
لكني لا أدري أي واحدة
منها
ستحمل لقب شاعر
لا أدري ...... ؟
ربما تكون هذه القصيدة
فالإكتفاء بوحدة
قاسية
أفضل بكثير من ضجيج
العابرين
مصطفى محمد كبار
تعليقات
إرسال تعليق