أنا لست أنا
أنا لستُ أنا
ياليتني أنا معي
يوماً
أجمع بقايا حزني و قوافل
أدمعي
يا ليتني أرتبُ وجه الدروب
المبعثرة
بين سراديب الأوجاع
في أضلعي
ياليتني أشمُ رائحتي
الهاربة
و أغفو حيناً بطيب
أطبعي
و أرسو بمراكبي الغارقة
بمرسى الغيوم
فيا ليتني أنا معي
يوماً
لأسترد من فجور الليالي
ونسي الغائب
و يا ليتني أستطيع أن أحمل
جسدي مع الراحلين و أنام
قليلاً
يا ليتها تأتي من الغد البعيد
غسقي
و صوت الأمس الراحل بصدى
مسمعي
فكم أنا بحاجة اللقاء
معي
كم أنا أشتاق لذاتي
المحطم
فيا ليتني أضع رأسي على
صدري
لكي أرتاح من زمن الهموم
و الأرق من هلعي
يالتني مثل الهواء
يحملني الريح نحو
المجهول
لأنسى هذا الزمان
لأمحو من ذاكرتي صور
المكان
لأحيا لحظة بعيداً عن ظلم
الأنسان
فقد مللت الموت بزمن
النسيان
فأنا أبحث عني منذ زمنٍ
طويل
و لا أدرك بعد
متى أنا متُ باكياً
و صرتُ غريباً عني
فأين ظلي المهزوم من
جسدي الساقط
و أين أنا مادمتُ لا أنتمي
للغياب
فليتني أعيدُ من موتي
رائحتي الدافئة
يا ليتني أرجع للوراء
لألف عام
لأكتب وصية الأيام بكتب
السماء العديمة
فويلي لي أنا
و الجرح لي أنا
و الندمُ لي أنا
و لكن متى كنت أنا
أنا
يا حب متى سألقى ثوب
الوفاء منك
متى ستكتب على الشمس
صدق أغانينا
فأنا قد ورثتُ من دنياك
قتلي
فأين أولئك العشاق الذين
ناموا بين الحكايا
القديمة
فأني أحببتُ بصدق و بشدة
فكانت إنهياري مدوياً
فيا لخيبتكَ يا حب بزمن
التافهين
فقد باتَ حتى الكلاب تتكلم
بلغة الحب
فهات يدك يا أنا
و لنمضي نحو البعيد
هاربين من وجع
الحياة
فهنا لا أنت و لا
أنا
فأنا مقتولٌ و أنتَ مقتولٌ
معي
فأجمع حقائبكَ يا أنا
للرحيل
فلا الزمانُ زماني ولا المكان
مكاني
فأمسك يدي جيداً بسفر الموج
يا مصطفى
و أركب جناح الغيم
و حلق بضبابية الأحلام
الحاقدة
فأنا أنت و أنتَ أنا
فنحن نشبه بعضنا في
الوجع
و مختلفان بعبث المرايا
بالقصيدة
لنكتب المعنى الغائب
فقد أتعبتني بسيرة
الوجع و أتعبتك
فأنا لست مثلي و أنا لست
مثلك
لكننا واحد كزهرةٍ مكسورة
في الثلج
فأنا هو الغائب و أنت ذاك
الغائب
فقد نمشي بصحراء
الأيام
لنعطي معناً خافياً لسراب
القادمات
فليتكَ لم تكن معي يا أنا
و لم أكن معك
فأنا ككتب الموت أجمع
غبار السنين على دروب
الموتى
أحاول من مر الوقت
أن أجد ذاتي
فأنا كالشبح غير موجود
في الحياة
أنا عرش الهوامش المنسي
بين جدران الأزمنة
المنقلبة
فأنا لم أكن يوماً
أنا
فأنا لستُ أنا
أنا لستُ أنا
مصطفى محمد كبار ٢٠٢٢/٤/٩
تعليقات
إرسال تعليق