رواية جنيات حقل القصب

صفحة من رواية "جنيات حقل القصب"
للكاتب الروائي عبدالوهاب بيراني

"درويش وبركات كانا بـ "عامودا" يتناولان الحلزون بمحاذاة سكة الحديد.. هناك في سكون الحدود المخيف..
أصوات حرس الحدود من الجهة التركية تصل مكتومة..مبهمة وهم يتبادلون أدوار الحراسة،وأنا أتتاوب أدوار العشق والحلم..
 
الكروم تفترش الحدود، وكلاب السلوقي تلهث في ظلال العراء الممتدة مابين تخوم سهولنا و سهول تركيا ..

حينها وصل زوربا منهكا كغراب عجوز ..كانت المسألة تدار من جديد ..
درويش لا يستسيغ طعم الحلزون ولا زوربا،ولا جنيتي
ولا أنا ..
صرخ درويش : أفتح علبة السردين.. لا امرأة لي إلا ليليث ..أنها تستحم هناك في نهر الخابور جنية شعرها ازرق،
عارية كالقصيدة..
كحبة حنطة،كخرزة بيضاء نقية.. كرغوة حليب الماعز الجبلي على سفوح زاغروس...
 
أردف زوربا قائلاً:
أريدك أن تاخذني إلى تلال "شرمولا"حيث الموتى يقضون نهاراتهم الفضية بوقار، ويمرحون في ليل أزرق عميق.. هناك يجمعون الخرز الذي تساقط من سروج خيول المهربين التي مرت من هناك ..

 هنا على ضفاف الخابور  حيث الضفادع تبحث عن يعاسيب، وأنا يذهلني اليعسوب الأزرق وهو يحوم بين قامات القصب العالية،أطاردها ..أخوض في النهر،..أتّعثر بالصخور في قاع النهر ،أبحث عن جنية شعرها من قرمز ..

تنزل بحذر في مياه النهر الباردة النقية.. كلما تمضي  في النهر، يرفع الماء شعرها عن جسدها شعرها، ويغمر الماء فخذيها، وسرتها ،وأنا أمضي نحو جزيرة القصب مبللاً  أرتجف تحت شمس الظهيرة..".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس