تناص مع مولانا جلال
نص جديد اليوم
تناص مع مولانا جلال
مروان خورشيد عبدو فاقي
هِيزا
اليوم خرجتُ لأطمئن على بحيرتنا
و على البطِ و الوزِ فيها
و على الكرسي الذي فوقه فَردتُ صوركِ الأربع الأخيرة .
في الطريقِ
كنت استمع إلى قصيدة دعْ الصمتَ
لمولانا جلال .. قال ، قلت :
( أنتِ وحدكِ
تسمعين أسرارَ قلبي بلا حرف
بلا صوت
وحدكِ تسمعيني و أنا تائهاً وسط هذا العالم ) ..
حفظتها لأضعها في قصيدتي لكِ ، هذه .. أو في هذا التناص مع مولانا جلال ..
عندما لاحتْ لي البحيرة من خلف النافذة
أخذتُ استعدادي للنزول
فابتسمت أربعينية شقراء لي ، كانت تجلس قبالتي
من الابتسامةِ
عرفتُ إن جمالك وصل و انتشر بكثافة حول البحيرة
و في الحافلة أيضاً ..
أخذت معي معطفاً ألمانياً إضافياً
يليق بكِ
الشمس خلف غيمات كثيرة ،
و الحذر واجب ..
عندما وضعتُ صورك فوق الكرسي و جلستُ إليها ..
الأولى القريبة مني ، قالتْ :
عفرين تختنق
الثانية استندت على الكرسي حزينة و نورها خافت قليلاً ، قالت :
من أيام مرّتْ على حقلنا
نازحة
اخوتها ،
قطعوا التواصل معها
و بكل وقاحة ، حظروها على الواتس أيضاً .
الثالثة ، صورتكِ ، قامتْ واقفة ،
تاركة ظهرها للكرسي
و قلبها أمسكت به
و دحرجته نحو البحيرة
طعاماً
للبط و الوز
و للعشب و الماء .
صورتك الرابعة
أخذتني لنمشي حول البحيرة دورتين كاملة ، في الأولى قالتْ :
( أسمعُ أسرارَ قلبكَ و أنتَ تائهاً ، في هذا العالم ) ..
في الدورة الثانية ، قالتْ :
أنتَ وحدكَ
تجعلني أن أكونَ لكَ هذا العالم فَتتوه فيّ .. تيهاً أجمل .
السبت 6 مساء ، بحيرة هيزا
09 أبريل 2022
Bremerhaven
🗨 ملاحظة هامة
الكلمات التي بين القوسين هي لمولانا الصوفي جلال الدين الرومي و للأمانة استبدلت ضمير المخاطبة بالمخاطب ، و سيكون المصدر بهذا الشكل ، و إلا مولانا جلال راح يزعل مني و من هيزا .
لانه في سياق قصيدته دع الصمت يبدأ مخاطباً الله ، يقول :
أنا لم أت إلى هذا العالم
إلا لأجدَ طريقَ العودة إلى الله مرة أخرى
أنتَ وحدكَ
تسمع أسرارَ قلبي بلا حرف
بلا صوت
وحدك تسمعني ، و أنا تائهاً وسط هذا العالم ....
تعليقات
إرسال تعليق