أنا كالوطن . . .

أنا كالوطن .. دائم النزيف 

أنا أعيشُ و أفكر كالشجرة 
و أتقدم كالسحابة
و أرتجف كالهواء 
و أرقص كالماء
و أترك سنابل ذهبية خلفي كالشمس 
و أكتب بحبر ٍ سري ٍ كالريح ..
و لكن ..
هذا الجرح النازف بداخلي 
يصرخ بي .. 
يفضحني ..
و يعطيني شكل الوطن

أنا كالشاطئ
أقيم الحواجز و نقاط التفتيش 
على حواف الماء 
أنا كالموج 
أقص الصخور بسكين الملح 
و لكنني ..
أخاف أن أخرج من قلبي
فلا أجد موجةً تلمني 
و أنسى عواء دمي 
بين أنهار الذئاب 

أخاف أن أدخل دماغي 
فيلسعني مشاعري
و يلدغني أفكاري 
و لا أجد قصيدةً تسعفني 

أنا كالكتاب ..
أترك إنطباعاً جميلاً 
و شعور قلق ٍ دائم 
و أسير في عالم ٍ لا حدود له 
و من يحاول أن يقرأني 
يجب أن يدخل من الباب الأول ..
و يتجول في كل غرفي 
و أن يتبع أسهمي الحمراء 
ليستطيع أن يعود 
إلى نقطة البداية ...

أنا كغابة إستوائية 
يركض بين ظلالي نهر تماسيح 
و ينام على قمم أشجاري القمر 
أخاف أن أفتح أبوابي و نوافذي 
فيدخل ذاك الشعاع المجنون 
و يحرق كل أوراق قصائدي ..

أنا كالوطن ... دائم النزيف 

بقلمي : عصمت مصطفى 
               أبو لاوند

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس