ياريتني ماعلمت

ياريتني ما علمِتْ

لم أكن أعلم .....
بأن الوطن للأغنياء 
لم أكن أعلم .....
بأنه يبنىٰ على جماجم الفقراء 
لم أكن أعلم .....
بأن أولاد السُلطان اباطرة
واًولاد الفقراء يقدمون لهم كؤوس الخمر ِ
ولحوم أطفالهم لهم شِواء 
لم أكن أعلم ......
أن اًولاد الخلفاء أبطالاً
وجلود الأطفال لهم خَرقةٌ
يسطرون عليهم أمجادهم 
أقلامهم خناجِرٌ
والحبر دم الشرفاء 
لم أكن أعلم ......
بأن قصور الأمراء 
تُبنىٰ على قبور التُعساء 
لم أكن أعلم ......
بأن الوطن حديقة 
ورودها أُمهات ٌ ثّكلىٰ
ومراجيحها من عِظام ِالشُهداء 
مكتوبٍ على بابها 
هنا يُصنع التاريخ 
ويُدرّس سطورهُ مناهِحاً
في جامعات العظماء 
لم أكن أعلم .......
أن الديمقراطية وهماً
من إنتاج الدُخلاء 
والأممية أكلة الملوك 
طباخوها السفراء 
تُطبخُ في أرحام ِالعذارىٰ
وتباعُ في الأسواق السوداء 
لم أكن أعلم ......
بأن الوطن غنيمة 
يُعرضُ في بازارات النخاسة أمةً
يشترونها النبلاء 
لم أكن أعلم .....
أن حُب الوطن داء 
يغزو القلوب ويهدم خلاياه 
وأسياد القوم يحتكرون الدواء 
لم أكن أعلم .....
بأن الوطنية باتت سلعة 
تُشترى وتُباع 
فكم مَسؤلاً باع الوطن 
بربطة عُنُقٍ أو رِداء 
يا ريتني ما علمِنتُ هذا 
وبقي حُب الوطن ِفي قلبي غَرسةً
زرعها ذٰلك الفلاح أبي 
وسقتها أمي بقطرات عينيها دموعاً
كأنها السماء 
ياريتني بقيتُ..!!
ذاك المجنون ...
      ذاك المعتوه ...
الجاهِلُ الأعمى في عِشقهِ
وبقيت في خانةِ البُلهاء 

بقلم :Behcet Osman//بهجت عثمان //

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس