ورقة خريف

/ورقة خريف/

لا أدري !!

أمات السواد في عينيكِ أم هاجرت السنونو سماء رموشك وعربدت في الدار خفافيش الخراب ؟

في حقول الشتات غصت البشرى وهاجت 

واستيقظت من غفوتها لعنات السّراب..

عشقي برارٍ لا حدود لها..

مسافات حرّة .. لا يضاهيها أرض ولا فضاء 

وأسفي عنقاء عتمة غطت شعاع الشوق 

حتى صارت بلادي مسرى اليباب.. 

مسافر إلى ضياء ألقاه خدك المورد على كراستي المهجورة 

تلهو فوق أسطرها أوراق خريف حلّ 

وتنشد في أزقتها جنون دجىً ذي ضباب..

راحل إلى حواف أفق مهاجر تحدّقين فيه بحسرة

تتراقص فوقه حساسين مغردة

وتنهمر أسفله جداول الأغنيات

على مروجه الزرقاء تتشعب ذكرياتي..

أخفي دموعي في حضرة النسيان 

ورماد جفنيك تخطّ على صفحة عمري أوتار العذاب..

راحل إلى وادي "سِلوكا" أقايض قلبي بحفنة أبيات 

وأشحد قافية حزينة

رويها باء بكسرة تعكس ذروة الآداب 

قبل أن تموت رغبة تجري خلف حلم يباريه ذرات الهباب.. 

أنا أسير ضفيرتي "هيف" في قيد صيغ من تبر "كورْته بانَ"

أحنو إليه كلما غربت نور "هيف' 

وحطّ على أطلال "هيف" أنثى غراب..

سأبحث لي عن بيداء قاصية

تكتنز الهدوء 

تتحاشاها غيوم عبراتك

وتركلها بعنف رياح الشتات 

بعيدا عن الندماء والأحبابِ

أين أنت؟

زوابع أيلول !!

كيف تحملت ثقل عجاج قريتي 

هي لا زالت محملة بذكريات رطبة 

معبقة بروائح البابونج والتراب

لا زلت أتلمس بين شعري ذرات الغبار

وبين أصابعي تتسرب ضحكات حبيبتي

وصدى قهقهاتي

وصرخات من غادروا إلى غرب تهفو اليه وتميل قلوب الشباب..

وصيحات من وسدوا الثرى بعد الغياب

✍سلام زهراب