أيام معبدي
أيام معبدي
وكنت قد بنيت معبدا ..
تزوره أضلعي كل صباح ..
يعطيني بركاته امنحها للفلاح
........
أعلّم قلبي تراتيل الصلاة ..
ابجدية زهر الليمون ...
جدايل الريحان وخصلات النرجس والآقاح ...
...................
أعقد اجتماعي مع وجهاء السنونو ... وأولياء العصافير ...
اغذّي الحمامات ... سنابل الحنطة ... من حوانيت العفة والازاهير ...
.................
وفي الطريق أصافح عذوبة الينابيع ... تسري بين أصابع الطبيعة ...
تدغدغ جذور وهامات أشجار الزيتون ...
والتين والليمون ...
..................
وفي البيادر ...
ضحك العمر ..
وغنى القدر ...
وصاح الفجر ..
والديك منهمك
في طبع قبلته الأولى
عند الشفق
.................
كنت قد بنيت معبدا
أعلّق فيه فانوسا ...
والخرز الأزرق ...
على جبين الباب ...
يحميني من الشرار ...
يعطيني وهجا
ينير دربي ...
يطفأ النار
..................
كنت قد بنيت معبدا ..
أعمّد فيه كل طفل ...
أعلّمه أغاني عشق ...
يولد في قلبه حب الوطن ...
يحمل الحزن على وجه الكفن ...
يمر عليه دهر بلا محن ...
....................
وكنت قد بنيت معبدا
فيه محراب
فيه منبر
فيه مآذن
فيه اجراس
بيما والهيكل ...
واللوح المقدس ...
..................
والآن .... الآن ....
أين انا من ذلك المعبد
ماذا حل به ... وبطيور الحب ...
ونوارس الجنة ..
وحجاراته ... والنقش الأكمل ...
وسنابلي ... و نبعي ...
والجرو الذي آخى الظبي الأجمل ...
من يأتيني بصرحي ...
من يخبر التابوت ...
أني لا ازال على قيد الحياة
انتظر رسالة ....
فيها تاريخي المحذوف
وعمري المؤجّل
.... ..... .....
أخبروني عن قلبي المخبأ بين جذعيّْ الزيتون ... والسنديان ...
بينهما رابط الشريان ...
أخبروني ...
فهذا السكوت يقتلني
وهذا البعد يرشقني
وهذا البكاء يعميني ...
الشوق ... لهيبه طال الوريد
والصدر فيه جراحات ..
وطعنات الغدر
ولسان حاله : هل من مزيد ؟؟
هل من مزيد ....
...............................................
الشاعر الملكي ... محمد جميل عمر
تعليقات
إرسال تعليق