في منفى الوحدة
/ في مَنْفى الوحدةِ ..../
و أنتَ وحدَكَ في مَنْفاكَ
تُحاصِرُكَ الوحدةُ بسَلاسِلِ
و صَهيلِ الآلامِ
تَصِلُ حَدَّ السَّماءِ
سوفَ ترتَشِفُ جُرُعاتِ الصَّبرِ
و تُعاني منْ آهاتٍ
وحدَكَ ستعرِفُ طعمَ الاشتِياقِ
و سوفَ تتوتَّرُ بينَ الكَرِّ و الفَرِّ
و تُردِّدُ و أنت تُداعِبُ الذِّكرياتِ
و تنحني لِلأحلامِ كلَّ مساءٍ
لِتداوِيَ جِراحَكَ
و لنْ تَجِدَ دواءً
سوفَ تُخيِّمُ عليكَ غيمةٌ سَوداءُ
و سوفُ تبحَثُ عنْ ليالٍ مُقْمِرةٍ
و حولَها أسرابُ النُّجومِ
تَحومُ في السَّماءِ
و لنْ تَجِدَ في العَتْمةِ زهرتي
و النُّورُ فانٍ
فقد شاخَتْ بساتينُ الأُقْحُوانِ
يا أيُّها الغَريبُ في عَرينِكَ
و وحدَكَ تعزِفُ عَزْفاً مُنفرِداً
تلحَنُهُ على كلماتي
ماذا يُفيدُكَ العَزْفُ الانفِراديُّ
مَنْ سيحميكَ منَ عذابِ الأحلامِ
لِأنَّها تبقى مثلَ السَّرابِ ؟
مهما سامرْتَ معَ الأحلامِ
فسيأتي النَّهارُ
و يَزولُ كُلُّ شيءٍ
و ترجَعُ الفراشاتُ إلى الأزهارِ
و هيَ تُزَيِّنُ النَّهارَ
و هيَ تهمِسُ لِروحِكَ لِتصحى
و تشُمَّ نَقاءَ الهواءِ بأنفاسٍ هالِكةٍ
فننتعِشُ بها
لقد دخلْتَ النَّهارَ
و ستكونُ شَهيدَ العِشْقِ و الاشتِياقِ
و لِتستسلِمَ برفعِ الرَّايةِ
لِتُصبِحَ بطلَ الحِكاياتِ و الأساطيرِ
تعليقات
إرسال تعليق