في منفى الوحدة

/ في مَنْفى الوحدةِ ..../
 
و أنتَ وحدَكَ في مَنْفاكَ
تُحاصِرُكَ الوحدةُ بسَلاسِلِ
و صَهيلِ الآلامِ
تَصِلُ حَدَّ السَّماءِ
سوفَ ترتَشِفُ جُرُعاتِ الصَّبرِ
و تُعاني منْ آهاتٍ 
وحدَكَ ستعرِفُ طعمَ الاشتِياقِ 
و سوفَ تتوتَّرُ بينَ الكَرِّ و الفَرِّ
و تُردِّدُ و أنت تُداعِبُ الذِّكرياتِ
و تنحني لِلأحلامِ كلَّ مساءٍ
لِتداوِيَ جِراحَكَ 
و لنْ تَجِدَ دواءً 
سوفَ تُخيِّمُ عليكَ غيمةٌ سَوداءُ 
و سوفُ تبحَثُ عنْ ليالٍ مُقْمِرةٍ
و حولَها أسرابُ النُّجومِ
تَحومُ في السَّماءِ 
و لنْ تَجِدَ في العَتْمةِ زهرتي
و النُّورُ فانٍ 
فقد شاخَتْ بساتينُ الأُقْحُوانِ 
يا أيُّها الغَريبُ في عَرينِكَ 
و وحدَكَ تعزِفُ عَزْفاً مُنفرِداً 
تلحَنُهُ على كلماتي 
ماذا يُفيدُكَ العَزْفُ الانفِراديُّ 
مَنْ سيحميكَ منَ عذابِ الأحلامِ
لِأنَّها تبقى مثلَ السَّرابِ ؟ 
مهما سامرْتَ معَ الأحلامِ 
فسيأتي النَّهارُ
و يَزولُ كُلُّ شيءٍ
و ترجَعُ الفراشاتُ إلى الأزهارِ
و هيَ تُزَيِّنُ النَّهارَ 
و هيَ تهمِسُ لِروحِكَ لِتصحى
و تشُمَّ نَقاءَ الهواءِ بأنفاسٍ هالِكةٍ 
فننتعِشُ بها
لقد دخلْتَ النَّهارَ
و ستكونُ شَهيدَ العِشْقِ و الاشتِياقِ 
و لِتستسلِمَ برفعِ الرَّايةِ
لِتُصبِحَ بطلَ الحِكاياتِ و الأساطيرِ

✍️ سَــلْـمـى الـيُـوسُـف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس