نسيت مضجعي

نسيتُ مضجعي 

جسدٌ يضجُ بالحياة ... 
قلبٌ يحتضر .... 
في ليلةِ البدر ... 
تاه عنا الزمان والقدر ... 
نسيتُ مضجعي .... 

قاتلني الشوق ... 
حين أفترشت
تنورة أمي 
ما تبقى من طحين عمري
أقتطعُ رغيفي كسرةً ...
علّني اجمع الفتات ... 
لعصافير قريتي ... 
علّني أُشْبِعُ سنابل القمح ... 
من عبق وجداني ... 
من رحيق مهجتي ...

أصلي وأدعوا الله في صلاتي
سلامٌ على رفات الجوى
سلامٌ على ضحايا الهوى 
سلامٌ على شهيدِ ... بدمه 
أنعش التراب بما روى 

روحي تتضور ... 
ناولني ارجوك ... 
الزاد الاسمر والدقيق
برقصة الناعورة ... 
ورحى البيت العتيق ... 
واحمرارُ وجنتيّ الخبز ... 
بنيرانِ العطفِ الرقيق 
ألتمسُ العوسج والعنبر
وشذى رائحة الطريق

كم عرضتُ قلبي للبيع ..
كي أعود
الى حوانيت طفولتي ... 
على ضفاف كرامتي .... 
بين ورود وشوك حديقتي ... 
على ثرى ... 
ومزارات أمتي .... 

حدّق بي ..
في عيني 
سحبٌ وغيومْ 
غاباتٌ من الزعرور الأخضر 
مهرجانات البيدر ... 
وحقل سنابل ... 
مناجاة البطم للزيتون
ودبكات السنونو ... 
والناي الأصفر .. 
ضاع العمر 
بين ضحكات الربيع .. 
وانين أوراق الخريف
و دموع سحاب الشتاء 
وحقول الشاي والسكر

عرضتُ قلبي للبيع .... 
في مزادات علنية ... 
لا شيء له معنى ... 
دون بيتٍ 
وفراشٍ يؤويك 
وغطاءٍ يغطيك
وظلُ أمرأةٍ 
وماءٍ يرويك
ووطنٍ يحميك 

صبَّ على جسدي ...
النفط والبنزين 
وأحضر حجر الصوان ... 
يتقاتل بالقرب مني 
ويشعل في حوافي شرارةَ 
تلهبُ وجعي ... 
تحرق ألمي ... 
وانا أتقلد شهادتي ... 
من فم الموت ... 
لأبدأ العهد من جديد ... 
أحبك يا وطني ... 
وهل في حب الوطن 
من جديد ؟؟؟؟
نسيت في جنباتك 
وما بين أغصانك
وضفائر حقولك
ذاكرتي ... 
وها قد نسيت النوم
نسيتُ مضجعي ... 
....................... .........................
الشاعر الملكي  ... محمد جميل عمر 
سوريا حلب .. 10/6/2022

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس