سلاما. . .
سلاماَ لمن بقلبه سلام.
لم يعد يهمني السلام الذي تكتبه.
تقراه، تنادي به، تهتف اليه، تناديه لياتي على منبر .
يهمني السلام المعشعش ما بين الحنايا،
والقلب، وبالصفحات، الغابرة على الرفوف.
َوعلى اريكة الذكريات التي كبرت وترعرت عليها.
حملتها من والديك لتورثها لكل من ياتي بعدك.
لم يعد يهمني السلام الذي تكتبه.
بعد كل صرخات الرحيل، لنفوس
الاجنحة المتكسره.
بقلبها ادب الرحيل،
ومع حقيبة السفر،
وفيها كل احزانها، وشقاء ايامها، وصراخ نسائها بعد العويل.
وبكاء اطفال اتينا بهم لزمن السلام المزيف،
وجدنا بارض العبثيات المتجلده،
تحكي ما في الكتب عن السلام.
واي سلام، وعلى الدنيا السلام.
سلامك داكن، متقوقع، راكد ،متلبد،
متجلد بمكانه،
اين السلام، والارض تودع اولادها
عبر حقائب ومطارات السفر،
حقائب فارغة الا من دفاتر
الزمن الجميل واحلامها السرمديه.
وكانه الوداع الاخير حفظاً على سلامتهم، وسلامة الوطن الجريح
على خاصرة الموت المحتم. والمكتوب علي جبين الارض التي
ولدت، وخلقت، واعدت للخراب. دعينا يا ارض، نصرخ، نناجي وقيد الحطب الراكن بزوايا ذكرياتنا.
دعينا نلقي الدعاء الاخير، والقبلة الاخيرة، على اكفان من ربانا، وعشنا بسلامهم الداخلي، المدفون مع دفاتر ذكرياتهم.
دعينا يا ارض نبكي على سلامنا،
المنثور ورداً حول اكفانهم، وقبورهم،
وهي قبلة الوداع الأخير لمن عرف للسلام، مرتع، ومركع، وركناَ هد على رأس الجميع.
#فاطمةيوسف_محمد.
احسنت النشر جزاك الله خيراً
ردحذفحنان رضوان