في زمني

في زمني 

و أشكو  من  لوعة الفؤادِ  و ما فيها
وحشةٌ بعتم الأيامِ تضجرني ثوانيها

تحاصرني  بداء علتي  شغبُ الليالي
جراحاً  إستباحتْ جسدي بمعاصيها

في  القلبِ  نكبُ وجعٍ  تهدُ  بشركها
و هذه الجراحُ  العصيةُ من  يداويها

بزمني  تدنو  الصلواتُ  بنوك  العمر
لم أبلغهُ  حين القدرُ أغوى  بتواريها

فأنا من الحنينِ متعبٌ و مرُ ذكرياتِ
تقسو  في أوردتي بأوجاع  معانيها

مدُ  القوافي  تضنُ  بأحرفها  شتاتً
و على  السطورِ  دمعٌ  بكل  قوافيها

فلا  دارٌ   لي   بملكُ  الدنيا  لأسكنها
و  لا  للنفسِ   راحة  البالِ    يجنيها

عمري  بالخرابِ  بقيدُ  الشر  مهدورٌ
و في  دروب الطعن ِ  دمعي  أرويها

فأين  تلكَ  المساعي  بغربةُ الحكايا
و أين تلكَ الأرواحُ التي كنا نداريها

بنا ما هي  علةُ الأقدارِ حتى تبعثرنا
ترسو  بجراحنا  مرَ الأيامِ  و تطويها

عبثٌ  في  النهجِ   مع  الحياة  باليةٌ
و رجمٌ  من كفرُ  الظالمين  نشتريها

فأي  دينٍ   للزمانِ   لتلهو   بأرواحنا
هي  النواحرُ  بلكمُ  الضلوعِ  جانيها

بجسد الشيبِ  ناراً بجمرها  أوقدَتْ
ما هلكت  قلوبٌ كان  الحظُ حاميها

هذا  الزمانُ  و قد  مالَ بشر  ميزانهِ
 لنا  بمرِ  الكؤوسِ  رجسٌ  نحتسيها

و  اليأسُ  و قد  أنهى  بنعش  موتنا
فعلى ترابُ القبرِ دمعُ ذكرى  نسقيها

أتغفو عنا الآلهةُ و أجسادنا  متهالكة
جرحٌ في القلب و لعنةٌ بالعمرِ فانيها

يا أيها الدهرُ  إن كان بوصلكَ  قتلي
فالموت  أرحمُ   من  صحبةٍ  راميها 

و  ما  شهقتُ   بوجه  الحياةِ   يوماً
إلا و  كانَ  الهزائمُ  بأعمارنا قاضيها

فإني  قد لقيتُ  بدربُ  الشقاءِ  قدرٌ
و كأني  لزتُ  بديارُ  الموتِ   لأبنيها

بجفني لهيبُ  نارٍ  تهدُ بجدارُ المنامِ
فمالي بهذا العمر  إذا  الدمعُ ساقيها 

مصطفى محمد كبار 
حلب  سوريا   ٢٠٢٣/١/٧

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس