أنت يامن ولد للذبح

أنتَ .. يا مَنْ ولِدَ للذبح ِ 

خلف العيون الدامعة
خلف الإبتسامات الدامية 
يعمل الدماغ عمل غسالة الثياب 
كلما كانت الأفكار أكثر سميةً ، وأشدُّ إتساخاً 
كلما ترسبتْ على حواف أوراق القصائد 
كلماتٌ ميتة 
و أمتلئتْ بين الخلايا النازفة 
حروفٌ شائكة 

أنتَ ..
يا مَنْ ولِدَ للذبح ِ 
يا مَنْ يشدُّ خيوط الحزن على الجرح ِ
يا مَنْ يرشق الرياح 
خلف زجاج النوافذ 
بالقصائد الناعمة 
يا مَنْ يصلّي تحت القذائف الحارقة 
..... للصبح ِ 
لا تعرف ..
إن صلاة الذبيح ِ كصلاة العبيد في الطوابير 
لا يصل صوته إلى الله 
يختنق في الزحام 
يغرق في النفاق
يموتُ بين أقدام الخلائق 
قبل أوان الذبح ِ 

صلاة الذبيح ِ كصلاة النخيل بين السيوف 
في أرض العراق 

صلاة الذبيح ِ كصلاة الشياطين بين تجار الحروب في الأسواق 

صلاة الذبيح ِ كصلاة الليل في ليل ٍ 
بلا عشاق ِ 

أنتَ ..
يا مَنْ ولِدَ للذبح ِ 
يا مَنْ سحق جسده تحت وطأة الروح ِ 
يا مَنْ زعقَ زعيقَ النوارس الجائعة فوق الغرائق
يا مَنْ صرخَ صراخَ الجنود في الخنادق 
يا مَنْ بكى بكاء البنادق ِ 
يا مَنْ صلى صلاة الذبيح ِ 
لا تعرف ..
أن صلاة الذبيح ِ لم يأت ِ بذكره في الأديان 
و لا تعرف ..
أن صلاة الذبيح ِ من إبتكارات الإنسان 
من إنجازات السلطان 

أنتَ ..
يا مَنْ ولِدَ للذبح ِ
أمامكَ حزنٌ
خلفكَ حزنٌ 
و لا ينبت على غصن الحزن زهور الفرح ِ 
حتى إذا إستمتعَ القلب بطعنات الرمح ِ 
حتى إذا إستبدل الليل ثوب الضوء بثوب الجرح ِ
حتى إذا بكى القمر على أبواب الصبح ِ 

بقلمي : عصمت مصطفى 
              أبو لاوند 
               سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس