مات الفرح
مات الفرح ..
و مشىَ بجنازته
أكثر من
ألف زهرة ..
فتمسك جيداً
بخيوط الشمس
الحزن ماكرٌ جداً
سبقَ و أغوى الفرح
برائحة الأكاسيا
و دخل عليه بكتيبة قتلة
و هو الآن
لوحده في المنزل
ينام على أريكة الفرح
يفتح النوافذ و يلعب مع أرانب الضوء
يسحب النجمة من شعرها إلى السرير
و يمزق الإبتسامات على شفاه الكرز
و يبكي و يضحك
على ثقة ٍ عميقة ٍ
بأنه لن يخسر أبداً
حتى إذا أنتهى الحرب
مات الفرح ..
و أطلقَ بجنازته
اكثر من
ألف طلقة ..
فتمسك جيداً
بخيوط الشمس
الحزن ماكرٌ جداً
سبقَ و أحتفل مع إيروس
في كرنفال الحب
و بنى له تحت الأرض
مدينة مدمرة
سبقَ و غدر بكليوباترا
و أرسل لها
إلى غرفة النوم
أفعى سامة مجلجلة
سبقَ و كوى قلب نيرون
بنار الحب
ورقص فوق روما
على سيمفونية النيران المقدسة
مات الفرح ..
و ذرفَ بجنازته
أكثر من
ألف دمعة ..
فتمسك جيداً
بخيوط الشمس
الحزن ماكرٌ جداً
لدرجة أنه لا يسمح لك أن تفتح فمكَ
كي لا يسمع أحدٌ من بعدكَ
صوت الصمت
لدرجة أنه يكسر سلاسل الفرح
كي لا يرى أحدٌ من بعدكَ
دموع الموت
مؤسفٌ جداً
عندما يموت الفرح
أياً كانوا..
من يرقصون له .. هم حمقى
أياً كانوا ..
من يغنون له ..... هم موتى
الحياة قصيرة
و كلمة الحق قصيرة
لا أريد الإستعجال
لا أريد الإستسلام
لا أريد الكذب
نحن لسنا إلا عبيد
و نفتخر
و نحتفل كل عام ٍ
بعيد ميلاد العبودية
و نذوب له كل يوم ٍ
............ ألف شمعة
و ننزف له كل يوم ٍ
............ألف قطرة
مات الفرح ..
و بكى بجنازته
أكثر من
ألف طفل ٍ و طفلة ..
فتمسك جيداً
بخيوط الشمس
الحزن ماكرٌ جداً
و نحن نكذب كل يوم ٍ
و نتقيئ مئات الإنتصارات
في الساحات المدمرة
نحن نكذب كل يوم ٍ
و نتجول بالحزن
في شوارع المدينة
على ظهر الدبابة المتوحشة
ألف مرة ..
نحن نكذب كل يوم ٍ
و نكتب الأشعار
و قلوبنا محطمة
و ثقافتنا مزورة
ألف مرة ..
نحن نكذب كل يوم ٍ
و نقول للفقراء
إن للفرح
رائحة الحنطة
زئير القصيدة
ألف مرة ..
بقلمي : عصمت مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق