قلت لن تأتي

قلتُ  لن  تأتي

قلتُ
روحي  لن 
تأتي
قالوا  ستأتي
قلتُ  لم  و  لن 
تأتي
قالوا  ربما  تأتي
عندما تكتمل
صورة  الوجع 
في  الغياب  
قلتُ  يا  أيها 
الخرف
و هل  سأحيا  لغدٍ 
مجروح
قالوا  امتطي ثوب
الريح 
و سافر  بعالم
السراب
فقلتُ  جسدي  بقي
ينوح  ألما 
هناك
و روحي  هي  التي
رحلت  عني 
و  ضاعت  بعناوين 
الغبار 
أرتبُ الهواء  منذ
فترة لها
لتسكنني  منسجمة 
مع  الغيم
لكنها  خذلتني  بوجع
الرحيل 
قالوا  إجلس  على
درب  الأموات
وحدك
و ضع  رأسك فوق
حجرٍ 
و احلم  جرحاً  من
ضباب
علك تنسى  قليلاً
زمن الإنتظار
و تشفى من  جراح
الألم 
قلتُ  سأجلسُ  في
المحطة القديمة
و  سأراقبُ  الوقت
المتبقي  لي 
هناك
فربما  تأتي
فلا  وقت  للإنتظار 
لي  ههنا
 أتضجرُ  من  المكان
لملمتُ  أوراق الشجر
المبعثرة من
حولي
دخنتُ  سيجارة  وراء
سيجارة
أفرغتُ  علبة
تبغي 
و إشتريتُ  علبة 
كولا و  شربتها 
أنظرُ  لساعتي  بكل
ثانية
أضعُ  يداي  بجيب
معطفي
أتمشى  يميناً  و ثم
شمالاً
أبحثُ بصفحات المجلات
القديمة
أتفقد  صور  المشاهير
و الممثلين  من 
عبث
أتضجرُ  و يحمر
وجهي  من 
الغضب
و  لم  تأتي
أفتشُ  بين  نهد
الفراشة 
عن  موسم المطر
إمارس الجنس  بخيال
الشبح 
أتمردُ  بجدارن  أحزاني
و  الهو  فوق  الرصيف
مع  الريح 
أنظرُ  إلى وجه المسافرين
المنشغلين 
بحمل  الحقائب و 
الأمتعة
ألاعبُ  هرةٍ  بيضاء 
متمددة فوق  طاولة
الراحلين
مازلتُ  أنتظر  قدوم
القطار المسافر
عبر  الأنين
فكرة  تستباح  وتر
الخوف
و فكرة  تقتلُ  نفسها
و تهين الملل 
فأغفو حيناً و أصحو
حيناً 
على  كرسي المحطة 
أتمتمُ  بنفسي  هراءٍ
من  لا  شيء
أقولُ
هل  تأتي  أم  لن
تأتي
قالوا  تمهل  في ضجر
الوقت
و اقتبس  من الصبر
كأس  الحياء 
ربما  ينجلي  صورة
الليل
و ينبثق  الضوء من
داخل  الغسق  و
تأتي
قلتُ  لن  تأتي
فالفراشة قد  نامت
بليل  الأحلام  و
ماتت
و حملتها  الرياح  نحو 
البعيد  للروض
الحزين
و  لم  تعد  روحاً
للجسد  المهزوم
و  لا  إنتماء  لها
في  جسدي  
قالوا  ستأتي  إن
ملكتْ
تذكرة العودة من 
نافذة  السنين
قلتُ  و هل  تأتي
من  لعنتها  الأقدار
بديارُ  الأمس
و إن  أتت  صدفةً
غداً
فأنا  لن  أكون  في
الغدِ  هناك 
لكي  لأستقبلها بثوب
كفني 
فالأسباب  كثيرةٌ 
منها 
إنشغالي  بترتيب
حروف  القصيدة
الفوضوية
أو  إنشغال  الموت 
بسقوط  جسدي
على  درب  السفر
الأبدي  

مصطفى محمد كبار
حلب  سوريا  13/12/2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس