غروب اللقاء
/غروب اللقاء/
حينما قال لي البحر :
اعبر عُبابي نسمة
تداعب ضفائر أمواجي
تعال إلي قاربا خشبيا
يتوه وحيدا
في وديان صدري
استدرت نحو شعاع وجهك
الذي رسم طوقا
من التبر على تلافيف أثيري
كتمثال رملي منهك
لملمَتْه أنامل صغيرة
على شطآن عطرك انتظرت دهرا
أجمع حبّات رمال
أبني لك صرحا من أيام شاردة في بيداء حزني
بقيت أرقب الشروق حتى يبتلعني الغروب ببرده السادي
وبدجاه الحالك
ساعي البريد يؤوب دون سلام
يمرّ دون اكتراث
ساقني القدر مسافات
إلى موقف خاوٍ
أنتظر سارية السرور
ترتفع خلف متلاطم الموج
جميلتي!!
لفحَتْ ألسنة النيران أطراف جرحك الذي لم يندمل
صرختُ لعل الصدى ينجز قليلا
عاد خائفا ..
مرتعبا..
خائبا
يجرّ أذيال الهزيمة
وجرحك الفوّاح ينشر على قلاع رملي المتهدمة رائحة الحريق
تركت المجد خلفي
مددت كفي الأسير
وتلوت آخر جملة دعاء
ارتميت كسمكة تصارع للبقاء
رماها الصياد جانبا على شاطئ أحلامك الوردية
نورسا جريحا تكالبت على صدره نصال الألم السكير
فتحت جراحي لأوجاع المغرمين .. لأجلك
قوافل الياسمين!!
ندمت على آخر بسمة علقتها على جدار الأمل
لا تبعثريني هبابا ذاريا
على مرمى رياح قدري المشؤوم
لا ترحلي الى الأبد
على شاطئ فؤادك الصامت
لا زلت أنتظر بزوغك نجما .. قمرا .. شمسا
كرقيب أحرس غيابك
الذي نما حقلا من الشقاء والأسى
أغادر الأرق إلى رمد
وجفوني نبع عبرات لا ينضب ..
نسمات قلبي الدافئة!!
مهلا .. أبعث على أجنحتك زوابع لهفتي إلى ذاك البعد اللئيم
لعل المهاجر يرمي
عصاه ههنا
لعل القافلة تجثم
على تلال رعشتي
ويغفو الألم
كوني طائرا
يعود قبيل الصيف
لا يبقى في سجون الغربة إلى الأبد
كوني ربيعا مزهرا يحلّ بعد البرد
كوني برعما ناعما يتفتقُ بعد أمد
تعليقات
إرسال تعليق